دعا سفير المملكة في روما، يوسف بلا، اليوم الاثنين، أفراد الجالية المغربية بإيطاليا إلى التحلي باليقظة واتخاذ الحذر من أية محاولة تهدف إلى استغلال الأوضاع النفسية للمواطنين فيما يخص ترحيل جثامين المتوفين بشكل طبيعي ونقل المسافرين إلى المغرب. وأضاف بلا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يتعين على أفراد الجالية المغربية المقيمين في إيطاليا “التحلي باليقظة واتخاذ الحذر، وذلك في ظل الظروف الاستثنائية العصيبة التي يعيشها هذ البلد على خلفية تفشي وباء كورونا”. فبخصوص طلبات ترحيل جثث المواطنين المتوفين بشكل طبيعي إلى المغرب، أوضح بلا “أنه منذ طرح هذا الاشكال الذي هو في العمق قضية إنسانية نقدر أبعادها الروحية والشخصية ما فتأت السفارة والقنصليات العامة تبحث عن الوسائل والسبل الكفيلة لترحيل الجثث”. وأضاف أنه “في الوقت الراهن وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها إيطاليا والعالم بأسره من أجل الحد من انتشار وباء كورونا، بات من المستحيل، بالنسبة لهذه السفارة والقنصليات العامة بإيطاليا، تلبية رغبة أسر المواطنين المتوفين بشكل طبيعي لترحيل جثث ذويهم للمغرب”، موضحا أن الرحلات الجوية مغلقة دوليا والحدود البرية والجوية للمملكة مغلقة أيضا ،”وبالتالي فهو إشكال لا يخص فقط إيطاليا بل كل الجاليات المغربية والإسلامية في جميع انحاء العالم”. وقال السفير “نتفهم ألم وحزن أسر المتوفين ونثمن عاليا رغبتهم في دفن ذويهم بأرض الوطن مما يترجم مدى ارتباطهم الروحي وتعلقهم العميق بوطنهم الأم. ولكن وللأسف الشديد يستحيل في الظروف الاستثنائية الراهنة على المستوى الدولي تلبية هذه الرغبة”، ودعاهم ” كبديل وحيد متوفر لحد الساعة، الى دفن ذويهم بالمقابر الإسلامية بإيطاليا، الأمر الذي لا يمنع بعد عودة الأمور الى حالتها العادية، وإن رغبت الأسر في ذلك، من استخراج الرفات وترحيلها”. وأضاف أن هذا البديل الوحيد في ظل هذه الظروف “أفضل من ترك الجثث داخل مستودعات الأموات، الأمر الذي يتنافى مع أخلاقياتنا الاجتماعية وقيمنا الدينية التي تدعو الى إكرام موتانا”. جدير بالذكر أن أكثر من أعداد المغاربة المهاجرين في إيطاليا يتجاوز 700 ألف شخص، موزعين بين مختلف أقاليم البلاد، لاسيما الشمالية منها. وحسب المعطيات الواردة من القنصليات العامة المغربية في ايطاليا، فانه لم تسجل لحد الساعة أية حالة وفاة في صفوف افراد الجالية المغربية ناجمة عن وباء فيروس كورونا، الذي أودى بحياة 1809 شخص في إيطاليا.