كشفت وثيقة رسمية للوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، عن تكفلها، خلال سنة 2015 وإلى حدود شهر شتنبر الحالي، بنقل جثامين 294 مغربيا قضوا نحبهم خارج أرض الوطن. وبيّنت المعطيات، التي تتوفر عليها هسبريس، أن إسبانيا هي أكثر الدول التي تم نقل متوفين مغاربة منها إلى أرض الوطن، حيث بلغ عددهم إلى حدود الشهر الحالي 96 شخصا، تليها فرنسا ب69 شخصا، وإيطاليا ب52، ثم بلجيكا ب22، وألمانيا ب14، وهولندا ب10 أشخاص. بالنسبة للدول العربية، تتموقع الإمارات العربية المتحدة في صدارة البلدان التي تكفلت الوزارة بنقل موتي مغاربة منها، حيث بلغ عددهم خمسة أشخاص، كان آخرهم في شهر يوليوز المنصرم، تليها مصر، فتونس، ثم الجزائر. كما تم تسجل نقل جثث مغاربة إلى أرض الوطن من البرازيل وكندا وكرواتيا وتركيا وغانا وبريطانيا وكرواتيا واليونان والولايات المتحدةالأمريكية والسويد والكوت ديفوار وإيرلندا. تعليقا على الموضوع، قال الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، في تصريح لهسبريس، إن الوزارة شرعت منذ 2009/2010 في التكفل بمصاريف نقل المتوفين المغاربة من الخارج، بشرط وجودهم في وضعية اجتماعية هشة، وأضاف "نقوم بنقل الجثمان، وبعدها نطلب من أسرته تزويدنا بالوثائق المثبتة لحالة الضعف، وفي مرات عديدة يتعذر على الأسرة جلب ما يثبت وضعيتهم الاجتماعية الصعبة، لكن ذلك لا يمنعنا من القيام بواجبنا، وإكرام الميت". وشدد بيرو على أن الوزارة فور توصلها بمعلومات تفيد تواجد جثمان تعذر على ذويه نقله إلى المغرب لدفنه، تتحرك في الموضوع عبر تحمل جميع التكاليف، وأضاف "هناك جثامين نقلناها من أمريكا وكندا تكلفت 12 ألف أورو وأكثر، وهذا واجبنا الذي نلتزم به"، مشددا على أن الحالات التي لا يتم التكفل بنقلها للمغرب هي التي لا يتم إخبار الوزارة أو القنصليات بأمرها. الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة أكد أن الوزارة شرعت منذ سنة 2014 في إرسال موظف إلى المطار للقيام بالإجراءات الإدارية لتسليم الجثمان لذويه، كما تعمل الوزارة على توفير سيارة إسعاف على نفقتها لنقل المتوفي صوب المكان الذي سيدفن فيه. واعتبر بيرو أن بعض التحركات التي تقوم بها فعاليات مدنية في الخارج لجمع أموال لنقل الجثامين إلى المغرب غير منطقية في ظل تكفل الدولة بالموضوع، معتبرا أن أغلب التحركات تكون بحسن نية، لكن أضاف أن "هذا لا يمنع من وجود بعضا ممن يكون جمع المال دافعهم الأساسي". وأورد الوزير التجمعي أن وزارته تقوم أيضا بتحمل تكاليف إرجاع المغاربة الذين تقطعت بهم السبل في الخارج، "نحاول ما أمكن حفظ كرامتهم، والاستجابة لرغبتهم في الرجوع إلى وطنهم، حيث نوفر لهم تذاكر الطائرة للعودة إلى كنف أسرهم (...) وهذا واجبنا"، يختم الوزير.