كم يكلف نقل جثامين الموتى المغاربة في الخارج إلى وطنها الأصلي؟ ما بين مليونين إلى ستة ملايين سنتيم لكل جثمان مغربي متوفى بعيدا عن المغرب. وتتكلف الدولة المغربية منذ عامين بمصاريف نقل هذه الجثامين، حيث أحدثت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج صندوقا مخصصا لهذه العمليات يُمول من الميزانية العامة. وحصلت «أخبار اليوم» على الأرقام التفصيلية لعمليات نقل جثامين المغاربة من الخارج نحو بلدها. في 2014، تكفلت الوزارة، التي يقودها أنيس بيرو، بترحيل 454 جثمانا من الدول الأجنبية، وغالبيتها من القارة الأوروبية، وكلفت هذه العمليات 15 مليون و665 ألف درهم، فيما نقلت في الشهور الستة الأولى من عام 2015 جثامين 177 مغربيا بكلفة بلغ قدرها 5 ملايين و714 ألف درهم. وتتكلف الوزارة بنقل جميع جثامين المغاربة المقيمين في الخارج ممن ليست لديهم هذه الخاصية ضمن عقود تأمينهم. وتشترط الوزارة لهذا الغرض أن يقدم ذوو الموتى طلبا إلى المصالح القنصلية يتضمن الوثائق التي تثبت حالة عوز الميت أو فقر ذويه. وبلغ عدد الجثامين التي نقلت عام 2014 من إسبانيا وحدها 125، وهو أعلى رقم لهذه العمليات بالنسبة لدول المهجر حيث يقيم المغاربة. وكلف نقل هذه الجثامين 487 مليون سنتيم. ومن فرنسا، رُحل 88 جثمانا بكلفة 296 مليون سنتيم، ومن إيطاليا نقل 61 جثمانا بكلفة 189 مليون سنتيم، و56 جثمانا من بلجيكا بكلفة 186 مليون سنتيم، ومن هولندا 26 جثمانا بقيمة 100 مليون سنتيم، ومن ألمانيا 10 جثامين بكلفة 40 مليون سنتيم. فيما نقل 16 جثمانا من الدول الأوروبية الأخرى وأستراليا بكلفة 76 مليون سنتيم (3 من سويسرا، 1 من رومانيا، 1 من النمسا، 1 من أوكرانيا، 1 من إيرلندة، 1 من البرتغال، 1 من اليونان، 2 من النرويج، 2 من الدانمارك، و3 من أستراليا). كما نقل 49 جثمانا لمغاربة يقيمون في الدول العربية والإسلامية، حيث رحلت الدولة في عام 2014 وحده 34 جثمانا من ليبيا، و6 من تونس، و5 من الجزائر، و1 من تركيا، و3 من الإمارات العربية المتحدة. وكلفت هذه العمليات 95 مليون سنتيم. ومن الولاياتالمتحدة الأمريكية وكندا نقلت الوزارة المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج 20 جثمانا (9 من منتريال، و4 من واشنطن، و7 من نيويورك)، وكلفت 99 مليون سنتيم. وإذا كانت الدولة قد صرفت مليار و567 مليون سنتيم على نقل جثامين المغاربة عام 2014، فإنها صرفت ثلثه على الأقل حتى 31 ماي الفائت، لتنقل 177 جثمانا إلى المغرب. وقد نقلت 62 جثمانا من إسبانيا بكلفة 208 مليون سنتيم، و41 جثمانا من فرنسا، وكلف ذلك 126 مليون سنتيم، و27 جثمانا من إيطاليا بكلفة 80 مليون سنتيم، و14 جثمانا من بلجيكا بكلفة 48 مليون سنتيم، و9 جثامين من ألمانيا بكلفة 30 مليون سنتيم، و5 جثامين من هولندة وكلفت 19 مليون سنتيم. ونقلت أيضا 6 جثامين من باقي الدول الأوروبية، وكلفت في المجموع 21 مليون سنتيم، اثنان منها نقلت من اليونان، و1 من سويسرا، و1 من إيرلندة، و1 من إنجلترا، و1 من الدانمارك. وفي الشهور الخمسة الأولى من عام 2015، نقلت الدولة خمسة جثامين لمغاربة من البلدان العربية والإسلامية، واحد منها من مصر، واثنان من الجزائر، واثنان آخران من الإمارات العربية المتحدة، وكلفت في المجموع 12 مليون ونصف المليون سنتيم. كما نقلت ستة جثامين من بلدان الأمريكيتين بكلفة 15 مليون سنتيم، اثنان منها من كولومبيا، وواحد من البرازيل وواحد من كندا، وثلاثة جثامين من الولاياتالمتحدة الأمريكية (2 من واشنطن و1 من نيويورك). ولأول مرة تتكلف الدولة أيضا بنقل جثامين مغاربة مقيمين في دول جنوب الصحراء، بحيث رحلت في الشهور الخمسة الأولى من عام 2015 جثماني مغربيين؛ واحد من غانا، والثاني من ساحل العاج، وكلفت العمليتان 12 مليون سنتيم. ولا توضح البيانات التي حصلت عليها «أخبار اليوم» أسباب الوفاة بالنسبة للمغاربة المتوفين في الخارج، لكن مسؤولين في الوزارة المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج يوضحون أن الحالة الليبية تبقى فريدة في هذا الخصوص، لاعتقادهم أن «أغلب حالات الوفاة ربما كانت بسبب أعمال الحرب الأهلية هناك». ويظهر من البيانات نفسها أن كلفة نقل جثامين المغاربة من الدول الأوروبية «متقاربة في كثير من الأحيان حتى وإن كان موقعها الجغرافي متباعدا»، إذ تكلف عملية نقل جثمان مغربي، من إسبانيا مثلا، على نفقة الدولة 3 ملايين سنتيم و8 آلاف درهم، فيما تكلف العملية نفسها من فرنسا 3 ملايين سنتيم و3 آلاف درهم، ومن إيطاليا تكلف 3 ملايين سنتيم، ومن بلجيكا 3 ملايين سنتيم و3 آلاف درهم، ومن ألمانيا تكلف 4 ملايين سنتيم، فيما معدل كلفة نقل جثمان مغربي من إحدى الدول العربية أو الإسلامية يبلغ مليوني سنتيم فقط. بينما تكلف العملية نفسها من القارتين الأمريكيتين معدلا يتراوح ما بين مليونين ونصف مليون سنتيم بالنسبة لدول أمريكا اللاتينية، وخمسة ملايين بالنسبة لدول القارة الأمريكية الشمالية. وتبقى الكلفة الأعلى التي دفعتها الحكومة لنقل جثامين مغاربة نحو وطنهم تلك المتعلقة بدول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تصل بالنسبة لجثمان واحد إلى ما يزيد عن 6 ملايين سنتيم.