استطاعت نجاة كاسي، من مواليد الدارالبيضاء، تحقيق حلم الطفولة والولوج إلى سلك كان قديما حكرا على الرجال، فكانت من أوائل شرطيات المرور لترتقي في الرتب، لتحصل اليوم على رتبة مشرف بنقط التفتيش التابعة لوحدة الأمن بمطار محمد الخامس. نجاة وخلال حديثها مع هسبريس قالت إنها بعد حصولها على شهادة البكالوريا، التحقت بجامعة الحسن الثاني لتحصل منها على إجازة بشعبة الحقوق، مضيفة: "كان حلمي أن ألتحق بجهاز الأمن وأتيحت لي الفرصة سنة 1998. حينما أُعلن عن أول امتحان للالتحاق بصفوف الأمن للنساء، انضممت لأول فوج حينها، وكان يتعلق الأمر بفوج مسعفات الشرطة". استطاعت نجاة حينها اجتياز الامتحان الكتابي والشفوي بنجاح لتلتحق بالمعهد الملكي للشرطة لمدة سنة ونصف، تعرفت فيها على مختلف مصالح الجهاز الأمني، قائلة: "تم خلالها التعرف على مهامنا، خاصة أننا كنا أول فوج لمسعفات الشرطة، وبالأخص شرطة المرور". مارست نجاة المهام الأولى بفرقة المرور بولاية أمن الدارالبيضاء وقالت عنها إنها "تجربة مهمة، لأنها كانت الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، لانخراط العنصر النسوي بشرطة المرور، إذ تعرفت على الجهاز الأمني واكتسبت الثقة في النفس ولمست خلالها فضول المواطنين، لكونها أول مرة يرون فيها المرأة الشرطية على مستوى شوارع البلاد، إذ يقومون بإيقافي والسؤال إذا ما كان هذا العمل سهلا بالنسبة إلى النساء أم لا؟". تجربة ناجحة بحسب تقييم نجاة دامت حوالي السنة، حصلت خلالها على تتويج محلي، لتنتقل للاشتغال في مجال شرطة الحدود على مستوى مطار محمد الخامس، إذ اشتغلت بداية الأمر على مستوى الهيئة الحضرية ودامت تجربتها لعشرين سنة وتستمر لحد الساعة، حصلت خلالها على شواهد وتقديرات من قبل المديرية العامة للأمن الوطني. نجاة وخلال التحاقها للعمل بمطار محمد الخامس، كانت تتكلف بالإجراءات الأمنية الخاصة بالطيران المدني، من بينها تفتيش النساء ليتم بعدها ترقيتها لرتبة مشرف بنقط التفتيش التابعة لوحدة الأمن بمطار محمد الخامس. تقول نجاة إن مهام المشرف تتمثل في الإشراف على عملية التفتيش، والسهر على مراقبة المعدات ومدى جاهزية العمل بها، وتأطير العناصر وتصحيح الأخطاء، والسهر على تطبيق قانون الطيران المدني وتكوين العناصر بشكل مستمر. وتضيف: "خلال مسار دام لأكثر من عشرين سنة، قمت باكتساب عدة معارف ومررت عبر عدة حصص تكوينية". وتؤكد نجاة أنه لا فرق بين المرأة والرجل في تقلد أي رتبة من رتب الشرطة، مردفة: "فالمهام التي يقوم بها هذا الأخير تقوم بها حتى النساء؛ كلنا خضعنا للتكوين نفسه والفترة التكوينية عينها بحسب الرتب، كما يتوفران على نفس المقومات لا فرق بينهما، بل يتعاونان معا ويتكاملان".