بعيدا عن دعاوى إلغاء "خطب الجمعة" في سياق يشهد تخوّفا من انتشار فيروس "كورونا"، أقيمت صلاة الجمعة بمجموعة من المساجد المغربية في أجوائها المعهودة دون أن تقارب خُطَبٌ الموضوع. والتحق مسلمو المملكة بالمساجد بعدما أذّن المؤذّنون للصلاة، وافترشوا زرابيّهم داخلها وخارجها، قبل أن يذهبوا إلى حال سبيلهم في أجواء عادية، بعد الاستماع لخطبتَي الجمعة، وصلاة ركعتيها. واختار مصلّو حيّ حسان بالعاصمة الرباط أماكن مختلفة للجلوس والاستماع لخطبة اليوم، في ساحة مسجد حسان التاريخية، إمّا في أقصاها مستندين على أعمدتها، أو على أدرجها الممتلئة خارج المسجد، أو داخل المسجد الممتلئ وباحته. وتوافد المصلّون إناثا وذكرانا قبل الأذان وبعده، دون أن تغطّي وجوههم كمّامات أو غيرها من وسائل الوقاية من "الفيروس" المقترحة، بل وتبادل بعضهم السلام مصافحة بعد إتمام الدّعاء الختامي الذي يلي الصلاة في المملكة. واختار خطيب الجمعة بمسجد حسان عدم التطرّق ل"فيروس كورونا" وأساليب الوقاية منه في خطبته الأسبوعية، مثل الكثير من الخطباء الآخرين في ربوع المغرب. وربط الخطيب بين "منع الغيث" والمعاصي والمخالفات، قائلا: "إذا أردت رحمة الله فارحم عباد الله"، ودعا إلى إحسان الظنّ ببعضنا البعض وطلب الدّعاء من بعضنا البعض، مضيفا أن الإقرار بالفضل يجب أن يكون لله، وأن شكر نعمِه الموجودة ضروري ليأتي الله بالمزيد، كما تطرّق للاستغفار بوصفه بابا واسعا من أبواب الرحمة، انطلاقا من قصص من السيرة النبوية. ويأتي هذا في وقت عُمِّمَت فيه "دورية مستعجلة جدا"، أمس الخميس، وقّعها الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، تمنع "جميع التظاهرات التي يشارك فيها أشخاص قادمون من الخارج" بما في ذلك "المحاضرات واللقاءات الثقافية والرياضية كيفما كان نوعها". ونّصت هذه الدورية، التي تنفّذ "قرارات حكومية ذات صبغة استعجالية لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس كورونا"، على منع كلّ المهرجانات و"جميع التظاهرات التي يشارك فيها أزيد من ألف شخص من المقيمين في التراب الوطني في أماكن مغلقة أو محدَّدَة". واستثنت الدورية، الموجَّهة إلى رئيس اللجنة الأولمبية المغربية ورؤساء الجامعات الرياضية الوطنية والمديرين الجهويين والإقليميين لوزارة عبيابة ومديريها المركزيين ومديري المصالح المدبرة بصفة مستقلة، من المنع "المواسم"، دون أن تتطرّق من قريب أو بعيد لكيفية تدبير صلوات الجمعة في مساجد المملكة.