أطر طبّية مُعبّأة لاحتواء تداعيات فيروس "كوفيد-19" الذي أثار تساؤلات عديدة بشأن اليقظة العالية لدى الأطقم التي تتكفّل بالمصابين؛ ففي ظل تخوّف الرأي العام من نجاعة المخطط المغربي للرصد والتصدي ل "كورونا"، تُفيد معطيات حصلت عليها هسبريس بأن الأطر الطبية والتمريضية تُواكب مختلف المستجدات العلمية والتقنية ذات الصلة بالوضع الوبائي للفيروس المستجدّ. وبالموازاة مع حالة الطوارئ التي فعّلتها وزارة الصحة، خلال الأيام الماضية، في جميع المستشفيات الإقليمية بالمملكة، انكبّت الأطر الطبية على تدارس الأبحاث الأكاديمية التي تخصّ الموضوع، إلى جانب إجراء سلسلة دورات تكوينية تسعى إلى تأهيل الأطقم الصحية حتى تتهيّأ لاستقبال مختلف الحالات الوافدة على المشافي، عبر تحديد الإجراءات والتدابير اللازمة في حالة ظهور أي إصابات محتملة. ووفقاً للتوضيحات التي تحصّلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن المكتب العلمي للجمعية المغربية لطب المستعجلات والجمعية المغربية للتخدير والإنعاش وعلاج الآلام قد شرعا في تنظيم مجالس علمية للتفكير في سبل التصدي للمرض الفيروسي منذ يناير الفارط؛ أي بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن الحالات المرضية الأولى للوباء في مدينة "ووهان" الصينية. وقد خلصت هذه الملتقيات العلمية، وفق الجمعيتين المذكورتين، إلى توصيات على شكل تقارير علمية ومناهج سلوكية تستهدف الأطر الصحية من حيث التكوين والتأهيل، والرأي العام المغربي من حيث الإخبار والمواكبة، قصد ضمان إدارة مثلى لهذه الأزمة الوبائية العالمية حسب الوسائل المتاحة، وكذلك وفق مستويات تطور وانتشار الفيروس. كما عملت الجمعيتان أيضا، تبعا لمعطيات هسبريس، على برمجة دورات تدريبية لفائدة العاملين بالقطاع الصحي تقام حاليا بالتوازي في المستشفيات الجامعية بكل من الرباط والدار البيضاء ومراكش وأكادير وفاس ومكناس ووجدة، وهي ندوات علمية مفتوحة في وجه جميع الفاعلين بالقطاع من أطر طبية وشبه طبية ومساعدة، تُقدم فيها أحدث المستجدات المتعلقة بالبيانات الوبائية لفيروس "كورونا" المستجد، وأيضاً طرق الوقاية وسبل العلاج المتاحة إلى حدود الساعة. وبشأن الشق المتعلق بإخبار الرأي العام، أوصت الجمعيتان بالمداومة على غسل اليدين بالماء والصابون على طوال اليوم، وتعقيم الأيدي بالمحلول الكحولي عند المصافحة أو لمس الأسطح الملوثة، فضلا عن تنظيف الهواتف والأواني والطاولات التي تُستعمل بكثرة في اليوم، ثم استعمال المناديل الورقية أو المناشف عند العطس والتخلص منها بعد الاستعمال الوحيد. ومن بين التوصيات الوقائية الصادرة عن الجمعيتين أيضا، نذكر تفادي السلام باليد أو الوجه في المحيط المهني والأسري، علاوة على تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بأعراض الزكام أو الحمى، وكذلك تفادي التجمعات والأماكن العمومية، من قبيل الأسواق التجارية والمحلات والمستشفيات، ناهيك عن الاتصال بالمصالح الصحية المختصة عند بروز أعراض الفيروس عوض الذهاب إلى المستشفى أو أطباء القطاع الخاص. وفي الشق الوقائي المتعلق بالأطر الصحية، فإن أي حالة مشكوك فيها وافدة إلى مصلحة الإنعاش في المشفى تتطلب تدابير يجري بها العمل على الصعيد الدولي، حيث ينبغي على الطاقم ارتداء قناع الوجه الجراحي الذي يُعزز إجراءات الوقاية، والقيام بتدابير التدقيق السريري عبر التحقق من درجة حرارة المريض وعلامات عدوى الفيروس التنفسي. وعند قدوم أي حالة مشكوك فيها، يفترض أن يتم التفكير في الأعراض المشابهة المترتبة عن فيروسات تنفسية أخرى، قبل أن يتم إخبار خلية اليقظة المعنية بالموضوع، حيث يتم القيام بالإجراءات البروتوكولية المعتادة. وإذا ما تأكدت الإصابة بالفيروس، ينبغي الانتقال إلى تدابير عزل المريض، سواء داخل غرفة العزل أو خارجها، وصولا إلى تعزيز التدابير الوقائية بالنسبة إلى الطاقم الطبي والمحيط الأسري والتجهيزات المستعملة، وأيضا ما يتعلق بتدابير وفاة المريض.