أطبق قياديون في حزب الأصالة والمعاصرة، خصوصا من المعارضين للقيادة الحالية في شخص الأمين العام عبد اللطيف وهبي، الصمت حيال قرار فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، بتأجيل موعد انعقاد "برلمان الحزب" بسبب فيروس "كورونا". وبالرغم من المحاولات العديدة التي قامت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، مع قيادات من حزب الأصالة والمعاصرة بخصوص هذا القرار المتخذ من لدن رئيسة المجلس الوطني، فإن كثيرين منهم رفضوا التعليق على الموضوع، سواء من المؤيدين لوهبي والمنصوري أو من المعارضين لهما. واكتفى قياديون وبرلمانيون، في اتصالهم بالجريدة، بالتأكيد على أنهم لا يتوفرون على معطيات بخصوص الحيثيات التي تم فيها اتخاذ هذا القرار من لدن رئاسة المجلس الوطني، على أن يصدروا موقفا بعد تبيان ذلك. أما أعضاء آخرون بالمجلس الوطني، فقد أشاروا إلى أنهم "لا يعلمون الحيثيات وما إن كان الأمر في المغرب يتطلب تأجيلا لانعقاد المجلس"؛ غير أنهم أكدوا أن صحة المواطنين تبقى فوق كل اعتبار. من جهته، لفت جمال المكماني، عضو المكتب السياسي السابق، إلى كونه يشاطر القرار المتخذ من لدن رئيسة المجلس الوطني والأمين العام بخصوص تأجيل موعد انعقاد "برلمان البام"، مؤكدا أن هذا القرار يأتي انسجاما مع القرارات المتخذة من لدن اللجنة الوطنية وكذا تأجيل تظاهرات عديدة. وشدد المكماني المنتمي إلى "تيار المستقبل"، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن هذا القرار المتخذ "يراعي الحفاظ على صحة المغاربة والمناضلين بالحزب، إذ تبقى صحتهم فوق كل اعتبار". وتسبب تأجيل موعد انعقاد المجلس الوطني بسبب "فيروس كورونا" في وقف المفاوضات التي كانت جارية في صفوف القيادات بخصوص تشكيلة المكتب السياسي، التي سترافق عبد اللطيف وهبي في قيادة "الجرار" خلال هذه المدة. وكشفت مصادر الجريدة أنه في الوقت الذي كان منتظرا الحسم قبل يوم السبت في لائحة أسماء أعضاء المكتب السياسي التي سيقدمها عبد اللطيف وهبي خلال دورة المجلس الوطني، فإن هذا القرار أجل المفاوضات بين قيادات الصف الأول إلى موعد لاحق. وكانت فاطمة الزهراء المنصوري أوضحت، في بلاغ موجه إلى أعضاء الحزب، أن قرار تأجيل "برلمان البام" جاء "بناء على التطورات المرتبطة بمرض "كورونا" بالمغرب، ووقاية من احتمال انتشاره السريع بين المواطنين، واحتراما لقرار اللجنة الوطنية للقيادة التي تم إحداثها ببلادنا، ودعوتها تأجيل جميع التظاهرات والاجتماعات المبرمجة". وتورد المنصوري أن قرار التأجيل جاء بعد التداول مع عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للحزب، "حماية لمناضلاتنا ومناضلينا، وكافة شعبنا ووطننا، من انتشار هذا الفيروس الفتاك، واحتراما كذلك لتنفيذ توجيهات السلطات الصحية ببلادنا".