تمكن خصوم عبد الحكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم السبت، من حشد عدد كبير من المنتمين إلى التنظيم في اللقاء التواصلي الذي عقد بمدينة أكادير استعدادا للقاء خاص باللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع. ووجهت قيادات بارزة في الحزب صفعة جديدة إلى الأمين العام بإعلانها الانضمام إلى "تيار المستقبل"، الذي يضم أعضاء بارزين في المكتب السياسي، حيث التحقت باللقاء المنظمة الديمقراطية للشغل، بقيادة زعيمها علي لطفي وبعض الأعضاء الآخرين، مما سيزيد من متاعب بنشماش. وبالرغم من المحاولات التي قام بها بنشماش بالتدخل لدى وزارة الداخلية لمنع تنظيم اللقاء، فإن عدم تفاعلها معه جعل أنصاره قبل خصومه يتأكدون أن نهايته ونزوله من "قيادة الجرار" لم تعد سوى "مسألة وقت فقط ". واعتبرت قيادات من حزب الأصالة والمعاصرة أن هذا اللقاء التواصلي، الذي توافد عليه مئات من المنتسبين إلى الحزب، من مختلف الجهات، هو "انطلاقة شرارة التغيير داخل الحزب"، وفق تعابيرها المتطابقة. وينتظر، حسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، أن يعقد هذه الليلة اجتماع لقيادات الحزب بمدينة أكادير لتحضير المؤتمر الوطني المرتقب، حيث سيتم التوافق على موعده انعقاده، وكذا على اللجان المشكلة له. ويأتي هذا اللقاء بعد محاولات بنشماش منع الموعد عبر اللجوء إلى القضاء، غير أن المحكمة الابتدائية رفضت طلبه، الأمر الذي اعتبرته قيادات بالحزب انتصارا لها، وقد عبر عن ذلك عبد اللطيف وهبي في تصريح سابق بالقول: "صارت لنا شرعية قضائية بعدما كانت لنا شرعية سياسية". ويعد هذا القرار، حسب المتتبعين لما يدور في "حزب البام"، إعلانا عن نهاية بنشماش على "رأس الجرار"، خصوصا أن كل القيادات والمنسقين الجهويين صاروا في الجهة الأخرى ينتظرون موعد المؤتمر لإسقاطه. وخرجت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، عن صمتها في هذه الأزمة التي تعيشها ثاني قوة سياسية بالبلد، بناء على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث شجبت القرارات الصادرة عن بنشماش، وعلى رأسها قرار طرد سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية، ومحمد أودمين، المنسق الجهوي لجهة سوس ماسة، مؤكدة أنهما "لم يقوما بما يستوجب مباشرة قرار الطرد، الذي لا يعدو كونه قرارا انتقاميا وسلوكا نشازا في الممارسة السياسية والحزبية الوطنية". وأوضحت المنصوري، في هذا الصدد، أن قرارات الأمين العام لا تتوفر على أساس قانوني، على اعتبار أن المجلس الوطني الذي ترأسه "هو أعلى هيئة داخل الحزب، بعد المؤتمر الوطني، بناء على ما للمجلس الوطني من اختصاصات يحددها النظامان الأساسي والداخلي". وكان كودار، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قد قال: "قرار الطرد الموقع من لدن الأمين العام بنشماش لا يعنيني في شيء، فأنا أنضبط لقرارات رئيسة المجلس الوطني". واعتبر بنشماش أن "الدعوة لعقد اجتماع ما يسمى باللجنة التحضيرية بأكادير يعتبر خرقا سافرا للقواعد والضوابط التنظيمية للحزب، سيما أن موضوع اللجنة التحضيرية ما زال معروضا على اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات بحكم اختصاصاتها".