قال جلال توفيق، عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدّرات، إنّ السياسة الوقائية من المخدّرات قليلة عالميا بما في ذلك في المغرب، مضيفا أنّ لحلّ مشكل المخدّرات يجب التعرف عليه ومسّه، علما أنّ الوقاية علمية اليوم ولا تقوم على مقاربات مثل "قل لا للمخدّرات". وذكر البروفيسور عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدّرات في سياق تقديمه تقريرها السنوي، الجمعة، بمقرّ مركز الأممالمتحدة للإعلام بالرباط، إنّ تحدي الغد هو "المؤثّرات النفسانية في أوساط الشباب... ونقط تهريبها"، لا المخدرات التقليدية، مضيفا أنّ "أكبر وسيلة يستعملها اليوم مهرّبو المخدّرات هي البريد". وذكر جلال توفيق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ "وقاية الشباب من المخدرات من مسؤوليات أي حكومة في العالَم"، مضيفا أنّ "الشباب معرضون للمخدرات أكثر من أي وقت مضى، والمخدرات في تصاعد للأسف الشديد. والمغرب ليس استثناء". واستدرك توفيق قائلا إنّ "المغرب أخذ على عاتقه في السنة الأخيرة معرفة مدى المشكل"، وزاد: "هناك أبحاث يقوم بها على سبيل المثال المركز الاستشفائي لسلا للأمراض العقلية، والمرصد الوطني للمخدرات (...) وتبنى عليها بمساعدة وزارة الصحة برامج علاجية لفائدة المواطنين والشباب، مؤسسة على معطيات علمية وتقنيات علمية جديدة و"علم للوقاية" لا الحماس". كما ذكّر بأن المغرب قد "بدأ يكوّن أناسا في علم الوقاية". وتحدّث جلال توفيق، في تقديمه لتقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدّرات، عن بداية ظهور حالات إفراط في استعمال "ترامادول" والاعتماد عليه بالمغرب، وهو مسكّن للألم لا يوجد تحت المراقبة، علما أنّه ليس دواء تحت المراقبة. وذكر المتحدّث أن "التبغ أخطر مخدر على وجه الأرض"، وسجّل أنّه هنا لا يتحدّث باسم الهيئة لأن عملها يكون في مجال المخدرات المحظورة، ثم زاد: "والمخدرات كلها خطيرة". وجدّد توفيق حديثه عن تقنين القنب الهندي، في تفاعل مع أسئلة الصحافيين بالندوة الصحافية، قائلا إنّ القنّب عالي التركيز من "تي إيتش سي"، الموجود بالمغرب، "لا يصلح لصناعة الأدوية"، وزاد أنّ "الاستعمال الصناعي والدوائي للقنب الهندي لا يحتاج تقنينا، فالتقنين يكون للاستعمال الشخصي، علما أنّ هذا مضادّ للمعاهدات والاتفاقيات الدولية"، ثم وضّح أنّ التقنين في أمريكا الشمالية لم يكن للقنّب نفسه بل للماريخوانا التي تحتوي نسبة "تي إيتش سي" لا تتجاوز ثلاثة في المائة. تجدر الإشارة إلى أنّ تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدّرات حول سنة 2019 خصّص فصله المواضيعيّ للشّباب، وكيفية تحسين وقايتهم وعلاجهم من تعاطي مواد الإدمان. وذكر التقرير أنّ القنّب لا يزال الأكثر شيوعا بين المراهقين والبالغين على حدّ سواء، من بين الموادّ الخاضعة للمراقبة الدولية، مسجّلا أنّ كلّما كان تعاطي مواد الإدمان مبكّرا زاد احتمال الإصابة باضطرابات ناجمة عنه في مرحلة البلوغ. ويرى التقرير أن الاتجار بالكوكايين لا يزال يشكّل تحدّيا رئيسيّا لشمال إفريقيا وغربها، كما أنّ القارة تواجه مشكلة متزايدة تتعلّق بالترامادول المصنوع بصورة غير مشروعة وتعاطيه. وتحدّث تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدّرات عن إعطاء السلطات الصحية في المغرب انطلاقة الإستراتيجية الوطنية متعدّدة القطاعات للوقاية ومراقبة الأمراض غير السارية في الفترة الممتدّة بين 2019 و2029، وتتضمّن عدّة تدابير رصد ومعالجة للعواقب الصحية لتعاطي المخدّرات بالبلد، وتدعو إلى اعتماد نهج تتمحور حول الصّحّة لمساعدة متعاطي المخدّرات. كما سجّل التقرير استمرار القنّب كأحد أكثر المخدّرات تهريبا في المنطقة بأفريقيا، وتحدّث عن إبلاغ المغرب ونيجيريا من جديد عن أكبر مضبوطات القنّب في المنطقة.