رغم الجهود المبذولة لمحاربة المخدرات إلا أن المملكة لازالت تحتل الصدارة من حيث إنتاج راتنج القنب الهندي، وتصديره نحو القارة الأوروبية، إذ أعلن تقرير حديث للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات أن المملكة تتوفر على الحصرية في ما يتعلق بزراعة هذا المخدر بالقارة الإفريقية ككل. وقالت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات إن راتنج القنب الهندي بإفريقيا يزرع بشكل حصري بالمغرب ومنه يتم تهريبه إلى بقية شمال إفريقيا وإسبانيا وعبرها يمر إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن المملكة أبلغت عام 2017 عن ضبط أكبر كميات من القنب تجاوزت 117 طناً من راتنج القنب، إضافة إلى 283 طناً من عشب القنّب. وليس القنب الهندي المخدر الوحيد الذي جاء التقرير على ذكره، بل ذكّر بإعلان السلطات في فبراير 2018 ضبط 541 كيلوغراما من الكوكايين، وجدت في حاوية في ميناء الدارالبيضاء.. وفي عام 2017 ضبطت المملكة 11.47 كلغ من الهيروين، إضافة إلى ضبط ما يقرب من 550 ألف حبة من MDMA المتاجر به في أوروبا، وأيضا 40 مليون حبة من الترامادول. وأكدت المنظمة الأممية أن إفريقيا لازالت منطقة عبور رئيسية للاتجار بالمخدرات، وكذلك سوق المقصد المتنامي للعقاقير المخدرة والاتجار بالكوكايين والهيروين والقنب. وذكر التقرير أن القنب هو أكثر المخدرات المنتشرة بأوروبا، ويمثل نسبة 38 في المائة من مجموع المخدرات المروجة بالقارة. التقرير الذي أدرج جزءا مهما من قضايا علاج المصابين باضطرابات ناشئة عن تعاطي المخدرات وإعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم في المجتمع، نقل تصريحات لجلال توفيق، عضو الهيئة والخبير المغربي في مجال مكافحة المخدرات، قال فيها إن وصمة العار المقترنة بتعاطي المخدِّرات لازالت أحد أهم العوائق أمام العلاج من إدمان المخدرات وعقبة رئيسية أمام إعادة الإدماج في المجتمع. وأضاف توفيق: "كان رأينا أن يكون هذا هو محور تقرير 2017 لأنه تبين أن هناك مشكلة كبيرة في اللجوء إلى العلاج، وثانيا في سهولة الولوج إليه بالنسبة للمدمنين. فالإدمان ليس انحرافا سلوكيا، بل هو مرض، حالة مرضية تصيب بعض الأشخاص؛ لذا يجب أن نؤسس سياستنا في جميع دول العالم من هذا المنطلق ونختار كيف نعامل هؤلاء: علاجهم ومصاحبتهم ومساعدتهم في الخروج من الإدمان وإعادة دمجهم في المجتمع، أم سياسة المنع والقسوة والمعاقبة واتباع إجراءات قضائية وجنائية في حقهم، والتي لم تثبت أي نجاعة كما تظهر الدراسات؟ شخص واحد فقط من بين كل ستة أشخاص في العالم من المحتاجين للعلاج من إدمان المخدرات يتمكن من الالتحاق ببرامج العلاج.. لماذا؟ لأنه لازالت هناك وصمة عار مقترنة بإدمان المخدرات، وهي من أهم العوائق أمام ولوج متعاطي المخدرات".