صدرت بشكل متوال ثلاثة تقارير دولية ترسم صور شمولية عن خريطة المخدرات في العالم وعن المغرب، ويتعلق الأمر بالهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمركز الأوروبي لرصد المخدرات ومكافحة الإدمان. الصورة البانورامية التي رسمتها تلك التقارير بالنسبة للمغرب تشير إلى تصدر المملكة في الإنتاج، وإخفاقها في وضع حد لإغراق جزء من السوق عالمية بالمخدرات، بالإضافة إلى تحذيرها من فكرة تقنين المخدرات. صدارة مغربية حسب تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات فالمغرب يتبوأ موقع الصدارة العالمية في إنتاج راتنج القنّب، مسجلا اقتصار إنتاجها داخل أفريقيا على المغرب، موضحا أن راتنج القنب المغربي يُهرَّب عبر شمال أفريقيا وإسبانيا إلى سائر أوروبا. ولاحظ التقرير الأممي أن الترامادول ما زال آخذ في الانتشار بالمغرب، وأن المملكة أبلغت عن ضبط حوالي 40 مليون قرص في عام 2017، موضحا أن معظم الترامادول المضبوط في جميع أنحاء العالم في السنوات الخمس حتى عام 2016 نشأ في الهند، وبدرجة أقل في الصين. وأوضح التقرير الصادر في سنة 2019 أنه رغم تهريب معظم راتنج القنَّب من المغرب إلا أن إنتاجه يتزايد في أوروبا نفسها، مشيرا إلى أن القنَّب العشبي يُزرع داخل أوروبا، ومعظمه داخل المباني، كما يهُرَّب إلى أوروبا من بلدان أخرى منها المغرب. وأكد التقرير أن المغرب أبلغ عن "أكبر كمية" من مضبوطات القنَّب تجاوزت 117 طنًّا من راتنج القنَّب و283 طنًّا من عشبة القنَّب، وفيما يتعلق بمضبوطات الكوكايين الأخرى في عام 2017، أبلغ المغرب عن "أكبر كم" إجمالي منها في المنطقة وصل إلى 2.8 طن. منافسة أفغانية وخلص تقرير لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى النتائج ذاتها، مشددا على أن تهريب راتنج القنب مستمر في الغالب من المغرب وأفغانستان إلى أسواق البيع الرئيسية. وأوضح التقرير العالمي للمخدرات أن المغرب وأفغانستان هما المزودين الرئيسيين لأسواق الشرق الأدنى والشرق الأوسط، وجنوب غرب آسيا، وشمال إفريقيا وأوروبا، رغم منافسة ضئيلة من بلدان أخرى مثل لبنان وباكستان. وأفاد التقرير الصادر في سنة 2019 أن الإبلاغ عن أكبر كميات من راتنج القنب المضبوط في شمال إفريقيا في المغرب والجزائر، موضحا أن الدول أبلغت عن المغرب كمصدر لراتنج القنب، بنسبة بلغت 80 في المائة من جميع البلدان. ابتلاء أوروبي أما التقرير الأوروبي حول المخدرات فقد اعتبر المغرب بمثابة أكبر منتج لرتنج القنب الهندي، موضحا أن إسبانيا، باعتبارها نقطة دخول رئيسية لراتنج القنب المنتج في المغرب، أبلغت عن ثلاثة أرباع (76٪) من الكمية الإجمالية المضبوطة في الاتحاد الأوروبي في عام 2016. وسجل المركز الأوروبي لرصد المخدرات ومكافحة الإدمان المرصد كون إسبانيا ما تزال البوابة الرئيسية لمرور الحشيش، موضحا أن ما يقرب من 17 مليون مبتل باستهلاك لا يزال القنب المخدر الأكثر استهلاكا بالنسبة لهم في أوروبا، مقابل أكثر من مليوني أوروبي مبتل بالكوكايين. ولاحظ التقرير الصادر في سنة 2019 ازدياد حجم سوق المخدرات في دول الاتحاد الأوروبي، موضحا أن عدد عمليات ضبط المخدرات في أوروبا بلغت حوالي مليون عملية، مشيرا إلى أن النسبة الأكبر من العمليات تمت في إسبانيا وبريطانيا بنسبة 66 في المائة. نصائح أممية ودعت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات المغرب والدول الأطراف في الاتفاقية إلى عدم الإقدام على تقنين المخدرات، داعية إلى النظر في تطبيق بدائل مختلفة للإدانة والعقوبة والحبس، بما في ذلك تدابير العلاج والتعليم والرعاية اللاحقة وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج في المجتمع. وأوصت الهيئة الحكومات بتلبية الحاجة إلى توفير المزيد من البيانات الموثوقة عن تعاطي المخدِّرات من أجل إعداد سياسات وبرامج وخدمات للوقاية والعلاج تستند إلى الأدلة العلمية ومصممة لتلبية احتياجات السكان. وطالبت الهيئة الحكومات التي تسمح باستعمال شبائه القنَّبين كأدوية أن ترصد وتقيِّم فعاليتها العلاجية وكذلك أي تأثير غير المقصود لبرامجها، علاوة على الحرص على ألا تفضي تلك البرامج بحكم الواقع إلى إباحة استعمال القنَّب في الأغراض غير الطبية. 800 ألف مدمن مغربي وحسب معطيات رسمية لوزارة الصحة فقد بلغت نسبة تعاطي المغاربة للمخدرات بكل أنواعها 4.1 في المائة، أي ما يقدر ب800000 شخص، موضحة أن تعاطى المخدرات ببلادنا يتسم بهيمنة تعاطي القنب الهندي بنسبة 3.93 بالمائة. وتشير الإحصاءات الوطنية إلى تعاطي المخدرات القابلة للحقن، كالكوكايين بنسبة 0.05 بالمائة، والمواد الأفيونية بنسبة 0.02 بالمائة، مشيرة إلى أن تعاطي المخدرات يتسبب في مضاعفات على الصحة العامة، مثل انتشار التعفنات (كالسيدا والالتهاب الفيروسي الكبدي والأمراض المنقولة جنسيا وداء السل). وأفاد المصدر ذاته أن المجهودات التي تم إطلاقها في هذا المجال مكنت من إحداث 12 مراكز متخصصا في علاج الإدمان، بكل من الرباط، وجدة، الناظور، تطوان، مراكش، الدارالبيضاء، طنجة (3 مراكز)، أكادير، مكناس وفاس، وعن استقبال وتتبع حوالي 27620 مدمن بمراكز الادمان منذ انطلاق العمل بها، 6690 منهم لايزالون يستفيدون من خدمات هذه المراكز.