صرامة الإجراءات التي اتخذتها السلطات على المستوى الحدودي لمحاصرة فيروس "كورونا" لا تُقابلها اليقظة نفسها لدى كثير من المغاربة، إذ تعج مواقع التواصل الاجتماعي بتعاليق ساخرة من إمكانية دخول الفيروس الخطير للمملكة، وذلك من خلال نشر مقاطع "فيديو" أو "تدوينات" ساخرة. وعلى نقيض البلدان التي وصلها "كورونا"، انبرت صفحات مغربية على "فايسبوك" إلى نشر مقاطع "فيديو" غنائية من تأدية أطفال صغار، تعالج موضوع الفيروس بشكل ساخر، وتحاول خلق الرعب وسط المغاربة، وهو تفاعلت معه التعليقات بشكل عكسي، ولم يتم التردد في تقاسمها على نطاق واسع جدا. ولم تسلم الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا بدورها من موجة السخرية، إذ استمر المزاح بشأن "الفيروس الصيني"، واستأثرت مقاطع "فيديو" صوتية يقال إنها لمغاربة إيطاليا باهتمام صفحات واسعة الانتشار، يظهرون فيها بالكمامات المعروفة، فضلا عن تحدث بعضهم عن الفيروس بغير علم. وحين وصول الفيروس إلى الجارة الشرقية الجزائر، انبرت العديد من الصفحات على مواقع التواص الاجتماعي إلى اعتبار الأمر مبشرا بالفرج وفتح الحدود بين البلدين، في تعليق ساخر، وهو ما تقاسمه أشخاص من كلا البلدين، في إشارة إلى أن الجزائر والمغرب لا يتبدلان سوى ما يضر بعضهما البعض. وراجت كذلك على مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر المغرب مثل جزيرة معزولة بالمنطقة المتوسطية، حيث أصيبت جميع الدول بالعدوى، باستثنائه، وهو ما يحتم حسب الصفحات القيام بإجراءات تمنع دخول المواطنين الأوروبيين إلى البلاد، في إشارة مازحة إلى الإجراءات المشددة التي تواجه رغبة المغاربة في السفر إلى أوروبا. وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، لم تعلن وزارة الصّحة المغربية أيّ إصابة مؤكّدة بالفيروس؛ لكنّها رصدت 15 حالة يحتمل إصابتها بالوباء، مبرزة أنّ جميع "الحالات تأكّد بعد إجراء التّحاليل أنها لا تحملُ أي فيروس، ما يجعل المغرب خاليا من هذا الوباء الخطير". وفي المقابل، وعقب إعلان السّلطات الجزائرية والإسبانية، أمس الثلاثاء، تسجيل إصابات مؤكّدة بالفيروس في البلاد، أطلق نشطاء مغاربة حملة على مواقع التّواصل الاجتماعي تدعو المواطنين إلى رفع درجات الحذر والحيطة من خلال زيارة الطّبيب وتجنّب مصافحة أيّ شخص يحتمل إصابته بهذا الدّاء؛ لأنّ "الأمر يتعلق بفيروس قاتل".