هل يحدث لك الآن، في هذه اللحظة، شيء مخيف ؟ في هذه الدقيقة، حيث أنت جالس تقرأ هذه السطور، هل يحدث لك شيء سيء حقا أم أن ما يدور في رأسك فقط أفكار ملونة بالعدمية السالبة لطاقتك الايجابية ؟ عندما تستسلم للتفكير السلبي فإنك تستنزف الطاقة التي تلزمك حتى تتحرك و تملأ حياتك بالأفعال المؤسسة لعيشة كلها إبداع و راحة بال. إن أثمن ما نملك في الحياة هي الحياة نفسها، و أثمن عنصر في حياتنا السريعة و العابرة على هذا الكوكب الميكروسكوبي في هذا الكون اللامحدود هي نعمة الصحة، فحافظ على صحتك بالتغذية السليمة و الرياضة و العادات الايجابية مثل القراءة و التأمل و التنزه و التفكر في أسرار الكون. لكن الحياة لا تقدم لك دائما الاخبار السارة، فهناك من وقت لآخر أحداث حزينة تزلزل توازنك النفسي و منها مثلا فقدان حبيب أو عزيز. كفى من الأوهام ! هناك من يظن ان أرواح الموتى هاجرت إلى العالم الآخر دون رجعة، لدي رأي آخر في هذه المسألة : أجساد الموتى متحللة و فانية لكن أرواحهم لا تموت. ان فقدان شخص عزيز لا يحمل دائما في طياته معنى كارثيا و لا يجب أن يعادل مشاعر الألم و الحزن. لماذا ؟ لأن المسألة أبسط مما نتخيل جميعا، كيف تنظر إلى تجربة الموت. هل الموت يساوي فقط انتقالا إلى العالم الآخر، أم أنه أكثر من ذلك تجلية للروح من الصدأ و انبعاث جديد و خلق متواصل لدوامة من المعاني التي تنضاف لحيوات الآخرين ؟ هناك من يتخيل أن من مات فقد فنى و غادر إلى الأبد عالمنا الارضي. هذا غير صحيح. الموت بداية الرحلة نحو عالم الخلود، أي خلود الروح بين يدي خالقها و بارئها من العدم. تقبل اذا موت الأحباب و الأصحاب و انظر إلى جانبه الايجابي الخلاق. لقد مات جدك أو عمك أو أخوك لكن أغلى ما ترك هو الأثر الطيب و بصمة راسخة لدى الأجيال القادمة. ذلك ما يستفاد بالضبط من تجربة الموت، و بناء على هذا فإن تقبل الموت رحلة تحتاج إلى التأمل؛ من نحن؟ ماذا نفعل ؟ إلى أين نذهب ؟ * خبير التواصل و التنمية الذاتية