ضربت المصالح الأمنية بالدار البيضاء، مساء الخميس، طوقا على شارع مولاي يوسف بأنفا بالعاصمة الاقتصادية، لمنع حقوقيين من الاحتجاج أمام مقر القنصلية الأمريكية، تعبيرا منهم عن رفضهم لما يسمى "صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومنعت السلطات التابعة للمنطقة الأمنية بأنفا، مرفوقة بالقوات العمومية، الفعاليات الإسلامية واليسارية التي دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية من الاقتراب من مقر القنصلية بشارع مولاي يوسف، إذ تم إغلاقه في وجه المارة والسيارات؛ وهو ما دفع المحتجين إلى الاحتجاج بالمدارة المتواجدة على مقربة من القنصلية. وردد المحتجون من مشارب مختلفة مجموعة من الشعارات المنددة بالصفقة، والرافضة للمواقف المعبر عنها من لدن الحكومات العربية، من قبيل: "يا حكام الذل والعار، بعتو الأقصى بالدولار"، و"زيرو الأنظمة العربية، زيرو باعو وشراو في القضية"، و"يا حكام الهزيمة، عطيو للشعب الكلمة". وهاجم الحاضرون بلاغ وزارة الخارجية المغربية التي أعربت عن تقديرها جهود السلام التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ اعتبروا هذا الموقف الرسمي متخاذلا، مطالبين بالعدول عنه وتبني الموقف الشعبي. ودعا مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، الوزير ناصر بوريطة إلى الاستقالة بعد هذا البلاغ، لافتا إلى أن "الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية لم يسبق للمغرب الرسمي أن عبر عن مثله على طول تاريخه". وشدد البراهمة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن الحكومة "طالما طالبناها بالقطع مع التطبيع؛ لكنها رفضت واليوم، ها هي تبارك مبادرة ترامب"، داعيا إلى التراجع عن هذا الموقف. ولفت المتحدث نفسه إلى أن حضورهم في هذه الوقفة الاحتجاجية "هو رسالة للقوى الديمقراطية والتقدمية والحية بالمغرب لتكثف الجهود من أجل المبادرات المستقبلية للتعبير عن مناهضة مواقف الدولة المغربية"، مضيفا أنها "رسالة لدول العالم بأن تقف وتساند وتدعم جوهر الموقف الداعم للفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". بدوره، أكد أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أن "بلاغ الوزارة لا يعبر نهائيا عن نبض الشعب المغربي وقواه، حيث الشعب في واد وما عبر عنه ناصر بوريطة في واد آخر". وشدد ويحمان، ضمن تصريحه، على أن هذا الموقف "لا علاقة له بتمثيل الشعب المغربي، وهو موقف أقل ما يمكن القول عنه أنه متخاذل، وبدأ ينزلق حتى عن الحد الأدنى"، لافتا إلى أن من اتخذه سيندمون عليه في القريب العاجل. واعتبر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أن "هذه الصفقة ساقطة لا محالة، وقليل الذكاء من يراهن عليها"، داعيا الجانب الرسمي المغربي إلى "التراجع عن هذا الموقف المتخاذل والتخلي عنه، وأن يلتحق بالشعب المغربي وإلا سيفقد التمثيلية والشرعية". وأكد عبد الصمد فتحي، عضو جماعة العدل والإحسان، في كلمة له بهذه الوقفة، أن حضورهم هو "الإجابة عن المبادرة التي تقدم بها ترامب، هذه الخطة الجهنمية، ولنقول لا للمؤامرة التي تريد أن تجتث القضية الفلسطينية"، مضيفا: "نقف صفا لنعبر عن تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وعن مساندتنا له في محنته". وأدان القيادي بالجماعة "الموقف الرسمي المغربي الذي أعلن عنه وزير الخارجية الذي ينوه بالجهود الأمريكية، ونسائلهم: أين هو الحل المنصف العادل الذي جاء به ترامب؟ فكل الجهود هي استجابة لمطامح الكيان الصهيوني". وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أكدت أن المملكة تقدر جهود السلام التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتأمل في إطلاق دينامية بناءة للسلام. وقالت الوزارة، في بلاغ يعد أول موقف للرباط حيال ما يسمى "صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، إن المملكة تابعت باهتمام عرض رؤية رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية دونالد ترامب، حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية، مضيفة: "وبالنظر إلى أهمية هذه الرؤية ونطاقها، سوف يدرس المغرب تفاصيلها بعناية فائقة".