بالتزامن مع الاحتقان الذي تشهده مناطق واسعة في فلسطين، أحرق متظاهرون بالعاصمة الرباط العلم الإسرائيلي خلال وقفة احتجاجية نظمها حقوقيون يساريون وإسلاميون، مساء اليوم الجمعة، بمناسبة يوم الأرض الذي يصادف ال30 من مارس من كل سنة. وجاءت الوقفة الاحتجاجية بدعوة من الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، وشاركت فيها العديد من الوجوه الحقوقية من التيارات الإسلامية واليسارية حاملين الأعلام الفلسطينية. ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة لقرار الرئيس الأمريكي، والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، منددين بسياسة ترامب التي وصفوها ب"الصهيونية"، وهاتفين للقدس والأقصى. وطالب المتظاهرون السلطات المغربية باتخاذ خطوات عملية لدعم القدس وإبطال قرار ترامب، كما طالب بعضهم ب"طرد السفير الأمريكي من المغرب". ولم يلاحظ انتشار واسع لقوى الأمن، إذ اكتفى أفراد الشرطة بالزي المدني بمراقبة الوضع غير بعيد عن الوقفة، التي انتهت بعد ساعة من بدئها دون وقوع أي حادث. وحمل المحتجون، الذين توافدوا بالعشرات أمام قبة البرلمان بالرباط، أعلاما فلسطينية وشعارات تتغنى بفلسطين وتندد بالمشروع الصهيوني، وفي الشعارات: "يا أحرار في كل مكان... لا صهيون لا مريكان" و"سحقا سحقا بالأقدام...لدعاة الاستسلام" و"يا حكام الهزيمة... عطيو للشعب كلمة" و"فلسطين تقاوم...الرجعية تساوم". وأدان المحتجون، في كلمة واحدة، ما اعتبروه "جرام الكيان الصهيوني العنصري ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، بدعم امبريالي مكشوف وتواطئ الأنظمة العربية والإقليمية". وأعلن بيان الائتلاف المغربي من أجل فلسطين رفضه القاطع للزيارة "المشؤومة" لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي للقدس المحتلة، لما "تحمله من اعتراف ضمني بقانونية الوجود الصهيوني في القدس". وقالت خديجة الرياضي، المناضلة الحقوقية، في تصريح لجريدة هسبريس، إن "الوقفة تأتي بمناسبة يوم الأرض الذي يرمز إلى نضال الشعب الفلسطيني من أجل أرضه التي انتزعت منه بقوة وبتواطؤ بعض الأنظمة العربية"، مدينة في تصريحها "كل الأشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني". وجددت المناضلة الحائزة على الجائزة الأممية لحقوق الإنسان المطالبة بسن قانون لتجريم كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني تعزيزا لصمود الشعب الفلسطيني، منددة ب"المجزرة التي وقعت اليوم"، على حد تعبيرها. بدوره، قال الناشط الحقوقي عبد الحميد أمين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "جميع المناضلين خرجوا اليوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ضد الفاشستية الصهيونية"، مدينا "المجزرة الإسرائيلية التي ذهبت ب12 فلسطينيا وإصابة الآلاف من المنتفضين". واستنكر الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان "كل أشكال تطبيع الدولة المغربية ومؤسساتها مع الكيان الصهيوني، الحكومية وغير الحكومية، ضدا على الشعب المغربي وقواه الحية"، رافضا في السياق ذاته "زيارة ناصر بوريطة للقدس المحتلة لما تحمله من اعتراف صريح للوجود الصهيوني في القدس". وفي السياق، أكد بوشتى مساعف، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، في تصريح لهسبريس، أن "القضية الفلسطينية تمر في فترة حالكة. ونرى، للأسف، أن مستوى التطبيع في العالم العربي يتزايد بشكل كبير، سواء على المستوى الثقافي والاقتصادي والرياضي". وأوضح مساعف أنه "عوض أن تكون الأنظمة السياسية في صف الفلسطينيين نجد أنهم يبيعون الأرض الفلسطينية بشكل علني"، داعيا "كل الفصائل أن تتوحد ضد ما يحاك لفلسطين على إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".