كان شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط على موعد جديد مع التضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني، بعد أن دعا الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، المقرب من جماعة العدل والإحسان، إلى وقفة تستنكر إقرار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، وتندد بالمجزرة التي راح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين. الوقفة التي غابت عنها الأوجه المعروفة داخل الجماعة حضرتها أطياف مختلفة من المشهد السياسي المغربي، بداية بعبد الحميد أمين وخديجة الرياضي، عن النهج الديمقراطي، وعبد العالي حامي الدين، وآمنة ماء العينين، عن حزب العدالة والتنمية، إضافة إلى العديد من الشخصيات المتتبعة للقضية الفلسطينية، أبرزها سيون أسيدون، وخالد السفياني، وعبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والاصلاح. ورفعت في الوقفة شعارات قوية منددة بقرار ترامب الذي أَقَّر القدس عاصمة لإسرائيل، ومتضامنة مع صمود الشعب الفلسطيني، من قبيل: "أمريكا أمريكا .. عدوة الشعوب"، "شكون الإرهابي ..دونالد ترامب"، "يا صهيون يا ملعون..فلسطين في العيون"، ومطالبة أنظمة المنطقة بالتدخل وسحب السفراء من إسرائيل، ووقف التطبيع بمختلف أشكاله. مساعف أبو الشتاء، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والاحسان، قال إن "وقفة اليوم تأتي تضامنا مع الشعب الفلسطيني المساهم والمشارك في المسيرات المليونية للعودة، وكذلك تنديدا بالجرائم البشعة التي ارْتُكِبَتْ من قِبَلِ الكيان الصهيوني اليوم الاثنين، والذي شهد سقوط عشرات الشهداء والمئات من الجرحى". وندد أبو الشتاء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، ب"اعتراف أمريكابالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية صوبها"، مسائلا المجتمع الدولي "متى سيتحدث، ومتى سَيَكُفُ عن الكيل بمكيالين تجاه القضية الفلسطينية التي تتضرر كذلك بصمت قادة الدول العربية، وتطبيعها الظاهر في مختلف المجالات"، على حد تعبيره. من جهتها أكدت الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي أن الوقفة "تأتي في إطار التضامن مع الثورة المتجددة للشعب الفلسطيني ضد الغطرسة الأمريكية والعدوان الصهيوني"، مشيرة إلى أنها "تبقى رمزية في حين كان من الأرجح أن تنتفض كل دول العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني". ووجهت الرياضي، في تصريح لهسبريس، التحية إلى الفلسطينيين، معتبرة إياهم "شعبا مناضلا ومبدعا، واستطاع الصمود أمام أمريكا وإسرائيل، وفي وجه التطبيع الذي تمارسه أنظمة المنطقة كاملة بما فيها النظام المغربي". في السياق ذاته قال عبد العالي حامي الدين، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، إن "الوقفة رد فعل تلقائي على المجازر التي يباشرها العدو الصهيوني في حق إخواننا الفلسطينيين، إذ سقط أزيد من 50 شهيدا والعديد من الجرحى، اليوم الاثنين، وكل ذلك من أجل منع الشعب من حقه الثابت في العودة". وسجل حامي الدين، في تصريح لهسبريس، أن "مسيرات العودة هي إنذار ورسالة للمنتظم الدولي بأن هناك حقا للفلسطينيين في أراضيهم التي اغتصبت منذ أزيد من 70 سنة، والتي لا يمكن التنازل عنها مهما كانت الضغوطات". وأورد المتحدث ذاته أن "الوقفة هي أيضا رسالة إلى الداخل من أجل استنهاض الهمم لمساندة فلسطين، ووقف التطبيع الجاري مع الكيان الصهيوني، بمختلف أشكاله السياسي والرياضي والعلمي"، مشيرا إلى "حاجتنا الماسة إلى إقرار قانون يجرم التطبيع ويوقف جميع أشكال العلاقة مع الكيان الصهيوني"، وفق تعبيره.