يسارع الباعة الجائلون بليساسفة في الحي الحسني بمدينة الدارالبيضاء الزمن من أجل معاودة نشاطهم التجاري، المتوقف منذ أزيد من ثلاثة أسابيع بقرار شفوي من سلطات مقاطعة وعمالة الحي الحسني. وتفاجأ الباعة الجائلون، الذين تقدر أعدادهم بالعشرات، قبل ثلاثة أسابيع، بعناصر الشرطة الإدارية التابعة لمقاطعة الحي الحسني وأعوان السلطات المحلية يأمرونهم بالتوقف عن عرض بضائعهم بشوارع ليساسفة؛ وهو ما امتثلوا له في الحين، ليغلق باب الحوار بعدها مباشرة. وفي غياب بارقة أمل لفتح فضاء تجاري يستفيد منه هؤلاء الباعة، على غرار مقاطعات سيدي عثمان والبرنوصي وعين الشق، شرع عبد اللطيف الزيتوني وباقي زملائه في مهنة تجارة "الشارع" في الاتصال بمختلف مصالح مقاطعة الحي الحسني والعمالة والقيادة التابعة لها منطقة ليساسفة، من أجل معرفة مصير لقمة عيشهم التي يؤمنونها من خلال هذا النوع من التجارة. ويقول عبد اللطيف الزيتوني: "نحن لسنا ضد تنظيم الباعة الجائلين بمنطقة ليساسفة، وتجاوز مرحلة الفوضى؛ لكننا في الوقت نفسه ضد حرمان هذه الشريحة من الشباب من فرصتهم الوحيدة، التي تؤمن لهم ولأبنائهم قوت العيش". وأضاف الزيتوني، الذي كان رفقة مجموعة من الباعة الجائلين الذين يعانون حياة التشرد منذ أزيد من ثلاثة أسابيع، أنهم حاولوا الاتصال برئيس مقاطعة الحي الحسني، قصد استفساره عن أمر حرمانهم من قوتهم اليومي، بدون جدوى. وأوضح المتحدث: "كلما أقدمنا على دق باب المنتخبين أو ممثلي السلطات المحلية بليساسفة أو مقاطعة الحي الحسني نجده، للأسف، موصدا أمام وجوهنا.. نحن لا نطالب سوى بحقنا في العمل وإتاحة الفرصة لنا، لنيل مدخول يحفظ كرامتنا وكرامة أبنائنا ويقيهم الفاقة والفقر؛ لكن بدون جدوى"، وفق تعبيره.