في خطوة أثارت الكثير من الشكوك، غادر رجل وزوجته من جمهورية الصين الشعبية، أمس السبت، المستشفى الإقليمي لمدينة ميدلت، في ظروف غامضة، بعد ولوجهما المرفق الصحي ذاته جراء شعور المرأة بعياء شديد وأعراض الزكام. وحسب مصادر طبية داخل المستشفى الإقليمي لميدلت فإن السائحين المعنيين دخلا المستشفى صباح السبت، واستقبلهما الطبيب المداوم الذي أجرى مجموعة من الفحوصات على المريضة، قبل أن يطلب منهما إجراء بعض التحاليل الطبية للقيام بتشخيص دقيق حول أسباب العياء الذي أحست به. وأضافت المصادر ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن السائحين غادرا المستشفى دون علم الطبيب المداوم ودون استشارة الأطر الطبية؛ وهو ما أثار شكوكا ومخاوف أن يكونا مصابين بفيروس "كورونا"، الذي أصاب العديد من المواطنين بجمهورية الصين الشعبية. مغادرة هذين السائحين المرفق الصحي دون استكمال الفحوصات الطبية المطلوبة دفعت إدارة المستشفى إلى إشعار السلطات الإقليمية بعمالة ميدلت، بخطوتهما الغامضة؛ وهو ما تفاعلت معه السلطات الإقليمية بإشعار جميع الأجهزة الأمنية وإصدار مذكرة بحث وطنية في حق المعنيين اللذين كانا على متن سيارة خفيفة بيضاء اللون. مصدر مسؤول بإقليم ميدلت أكد أن مغادرة هذين السائحين المستشفى دون استكمال الفحوصات الطبية أثارت مجموعة من الشكوك، خصوصا أنهما قادمان من جمهورية الصين التي انتشر بها فيروس كورونا، لافتا إلى "أن واقعتهما استنفرت جميع الأجهزة الأمنية بالمغرب وعمالات الأقاليم". المصدر نفسه أكد، في تصريح لهسبريس، أن المصالح الأمنية بمدينة الدارالبيضاء عثرت مساء أمس على السائحين وهما يتجولان بالعاصمة الاقتصادية، ونقلا إلى المستشفى من أجل إخضاعهما للفحوصات الطبية للتأكد من مدى أو عدم إصابتهما بفيروس "كورونا" أو أمراض أخرى معدية ومتنقلة. وذكر المصدر المسؤول بإقليم ميدلت أن اللجنة الإقليمية لليقظة اتخذت مجموعة من التدابير الوقائية لحماية المواطنين من مخاطر الأمراض المعدية، مشيرا إلى أن التدابير المتخذة في هذا الصدد مكنت من تحديد هوية السائحين المعنيين واتجاههما بعد مغادرتهما المستشفى، داعيا جميع المواطنين إلى اللجوء إلى أقرب مرفق صحي كلما شعر بعياء أو علامات المرض كيف ما كان نوعه. وأكد المصدر ذاته أن المغرب لم يسجل أي حالة من فيروس "كورونا"، الذي تسبب في إغلاق مدن عديدة بجمهورية الصين الشعبية، وانتقل إلى دول أخرى بأسيا و أوروبا، لافتا إلى أن "المصالح الطبية المغربية معبأة من أجل حماية المواطنين من هذا الفيروس الخطير"، وفق تعبيره.