نُفّذتْ بمدينة العروي بإقليم النّاظور، صباح الأربعاء، عمليّة هدمِ "سينما المغرب"؛ إحدى أعرق القاعات السّينمائية بمنطقة الرّيف، بعدَ الحصول على ترخيص من طرف المجلس البلدي للمدينة ذاتها. وشُرعَ في هدمِ "سينما المغرب"، التي يعود تاريخ تشييدها إلى عهد الحماية، بجرافة قوّضت الأجزاء العلوية من البناية، قبل أن توقِفَ السّلطات المحليّة أشغال الهدمِ بسببِ تدخّل المجتمع المدني والتّأكد من عدم قانونية الرّخصة المحصّل عليها من المجلس البلدي. وخلّفت عملية الهدم التي طالتْ "سينما المغرب" استنكارًا لدى فاعلين جمعويين، ندّدوا ب"مساعي المسؤولين لطمس معالمِ المدينة التّاريخية في الوقتِ الذي لم يهدأ فيه الضّجيج حول نيّة بعض الجهات، سابقًا، في هدمِ باب سوق العروي التّاريخي"، وطالبوا ب"فتحِ تحقيق حول رخصة الهدم التي شابتها خروقات". وقال ربيع الفضيلي، فاعل جمعوي بمدينة العروي: "تفاجأنا بقدوم آليات ضخمة شرعتْ في هدم سينما المغرب بالعروي التي اشتهرت تاريخيا بعرض أفلام هوليود والأفلام الفرنسية في عهد الحماية، والأفلام الهندية في فترة الاستقلال". وأضاف أن "بناية السّينما ظلت صامدة أمام الإهمال على غرار كل القاعات السينمائية بالمغرب، قبل أن يجري هدمها بترخيص من جماعة العروي، ليتم طمر آخر المآثر المتبقّية في المدينة". وتابع الفضيلي في تصريح لهسبريس قائلا: "قبل منح رخصة الهدم، كان على الجماعة البحث عن الإمكانيات المتاحة والسبل الممكنة للحفاظ على هذه المعلمة التاريخية ضمن الموروث الثقافي، أو التّفكير في إمكانية ترميمها". وأشار الفضيلي إلى أن "الجماعة سلكت مسطرةً خاطئة في إعطاء رخصة الهدم حين لم تقم باستشارة المركز السينمائي المغربي الذي أعطى رخصة السينما، ومازالت الرخصة سارية المفعول إلى حدّ الآن". وختمَ المتحدّث تصريحه بالقول إن "أشغال عملية الهدم توقفت بعدَ تأكّد السلطات الوصية من أن رخصة الهدم غير سوية، وأن منحها تم على أساس أن العقار المزمع هدمه بناية عادية دون الإشارة الى ماهيتها الحقيقية وكونها قاعة سينما تاريخية تتوفّر على رخصة قانونية".