أثار مؤخراً، الشروع في عملية هدم بناية "سينما المغرب" بمدينة العروي بإقليم الناظور، والتي تعدّ إحدى أعرق القاعات السينمائية بمنطقة الريف، موجة عارمة من الشّجب والاستنكار في صفوف المتتبعين للشأن العام المحلي بالعروي، وذلك بعد ترخيص المجلس البلدي، لعملية مَحو ما يدرجه المجتمع المدني ضمن المعالم التاريخية لحاضرة قبيلة "آيث بويحيي". وكانت السلطات المحلية، قد سارعت تحت ضغط المجتمع المدني، إلى وقف أشغال عملية هدم "سينما المغرب"، للتأكد من عدم قانونية الرخصة الممنوحة من طرف المجلس الجماعي الذي جرّ عليه غضبا متصاعدا عقب إقدامه السنة الفارطة على ردمِ "سوق الأحد" التاريخي، قبل مباركته مجددا عملية هدم السينما التاريخية التي "عاصرها أجيال"، بحسب النشطاء الغاضبين. وفي هذا السياق، قال الناشط المدني ربيع الفاضيلي، بخصوص آليات وماكينات "سينما العروي" والصور التاريخية، التي تشكل تحفاً فنية قديمة، أنه جرى طمرها تحت أنقاض مخلفات الهدم مما عرّضها للتلف، وما تبقى من هذه التحف فقد تعرّضت للنهب والسرقة على يد العابرين". وانتقد الفاضيلي، في حديثه مع "ناظورسيتي"، الجهة المانحة لرخصة ردمِ البناية المرابطة وسط المدينة، عن العشوائية في تدبير هذه النقطة، موضحا "كان على من أعطى رخصة الهدم، تسليم تلك التحف والآلات والصور للجماعة، أو لإحدى الجمعيات المهتمة بالموروث الثقافي للمنطقة" مورداً "كان حريا بالجهة المعنية، أو بمالك السينما، الحرص على الحفاظ على هذه المعدات والآليات القديمة، باعتبارها تحفاً فنية شاهدة على زمن من أزمنة العروي، من أجل وضعها مستقبلا بمركز لتأثيث الذاكرة المحلية، بهدف إطلاع الأجيال اللاحقة على تاريخ حاضرتهم". وعلى صعيد آخر ذي علاقة بالموضوع، أفاد المتحدث ذاته، أن لجنة مكونة من عدة متدخلين، ضمنهم مندوب الثقافة بالناظور، والوكالة الحضرية، والمدير العام لوكالة "مارتشيكا ميد"، قد حلّت بالمكان، بغرض تبني هذا الملف، موضحاً أنّ أشغال هدم القاعة السينمائية، قد توقفت أخيراً إلى حين البتّ بشأنها.