استبشر العاملون في وزارة التربية الوطنية خيرا بالإشارات الإيجابية التي واكبت تعيينات الحكومة الجديدة. فلقد نزل المسؤول الأول في الوزارة للتحاور مع بعض الفئات المحتجة في ساحة النضال، في حركة تحمل رسائل إيجابية كثيرة. كما أفرج عن الموقع الإلكتروني للتبادل بالموازاة مع ظهور تشكيلة حكومة الأستاذ بنكيران، في صدفة مقصودة. فجاء هذا الموقع لحل بعض من مشاكل فئة عريضة من الشغيلة التعليمية، وتحقيق استقرار أفرادها النفسي والاجتماعي. مما يعتبر مدخلا أساسا لتحفيز روح العطاء، وترسيخ روح الانتماء والمساهمة في إصلاح منظومة تعليمية مثخنة بالمشاكل التي تعوق حركيتها. غير أن الموقع الذي يفترض فيه حل المشكلات جاء لاستنبات مشاكل جديدة تثقل كاهل القطاع والعاملين فيه. فالموقع يطلب رقم التأجير والرقم السري لولوج الخدمة. وقد تدخل هذه المعلومات ولا تلفي جوابا، حسب البعض، وقد تلج الخدمة وتجد معلوماتك غير محينة لسنوات، حسب البعض الآخر، وقد تجد مشاكل في الحصول على القن السري ، حسب آخرين. وحين يستفسر المدير باعتباره الرئيس المباشر يخبرك بأنه يقوم بواجبه في إدراج المعلومات وتحيينها في البرنامج. وحين يقصد الموظفون هذه الأيام أبواب النيابات الإقليمية يجدون الجواب الجاهز القديم الجديد: "ليس لدينا معلومات عن الموضوع (طلعو للرباط)". وحين يتكلفون أعباء السفر إلى العاصمة - وكأننا لا زلنا في خمسينات القرن الماضي حين كانت المصالح لا تقضى إلا في الرباط، وحين كانت الجهوية من مفاهيم الخيال العلمي- ويصلون إلى المصالح المختصة لا يجدون جوابا مقنعا، ولا حلولا عملية. فمن المسؤول أيها السادة عن موقع التبادل ومعطياته، بعيدا عن الكلام العام، ولغة الخشب: مدير المؤسسة؟ أم مصالح النيابة؟ أم المصالح المركزية في الرباط؟؟؟؟ إن الإرادة التي وقفت وراء إخراج هذا الموقع إلى حيز الوجود، بتنسيق مع جهات عدة، هي إرادة الإصلاح والقطع مع الزبونية والمحسوبية، وترسيخ الحكامة والشفافية في تدبير ملفات الموارد البشرية. لإعادة الثقة في المؤسسات الحكومية، وحل المشاكل العالقة. وخصوصا حين لا يكلف الحل إلا جرة قلم، بينما يكلف عدم الحل مستقبل العائلات بل وفلذات الأكباد، ممن لا يفهمون من حسابات الكبار إلا أياما من الإضراب تضيع معها حقوقهم في التحصيل. غير أنه يبدو أن هناك حصونا منيعة تعارض إرادات حل المشاكل، وعصيا غليظة تصر على عرقلة عجلة الإصلاح. وترغب في أن يبقى الأمر على ما كان عليه، وألا تحل المشكلات في البيوت من وراء الحواسيب، كما يفترض في بداية الألفية الثالثة. بل أن يتمسح المتمسحون على أبواب المكاتب، " ويتجرجر المتجرجرون" من مكتب إلى مكتب، ومن إدارة إلى إدارة، ومن مدينة إلى مدينة. فتصرف الجهود في مشاكل جانبية، وتبدد الطاقات في معارك هامشية لا تزيد الأمور في القطاع إلا احتقانا. عوض أن تصرف في تكوين الأجيال وتأهيل الكفاءات، ومد جسور الثقة بين مختلف الفاعلين. وإلا فما معنى ما يثار اليوم في جلسات الأساتذة ومواقع التواصل الإلكترونية من نقاش حول الرقم السري وتحيين المعلومات وصعوبة ولوج الخدمة؟؟ أليس من الأحرى أن يكون النقاش في مواضيع أخرى أكثر فائدة.-؟؟!! [email protected]