زارَ مايك بومبيو، كبيرُ الدّبلوماسيين الأمريكيين، المغرب، يوم الخميس، وهو أعلى مسؤول أمريكي يُسافر إلى الرباط منذ انتخاب الرّئيس دونالد ترامب؛ ولأنّ الأمن القومي يمثّل أولى الأولويات الإدارة الأمريكية، كانَ لافتاً لقاء وزير الخارجية الأمريكي بعبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني، بمقرِّ المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. ويبدو أن أطول مدّة من المباحثات الأمريكية المغربية بمناسبة زيارة بومبيو إلى المغرب هي التي جمعته مع عبد اللطيف حموشي، بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني؛ وهو ما يجعلُ هذا اللقاء يكتسي دلالات تعكسُ الشّراكة الأمنية القوية بين البلدين. وغردّ مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" معربا عن "ابتهاجه بلقاء عبد اللطيف حموشي، المدير العام لمديرية الأمن الوطني"، لافتا الى أن "اللقاء كان مهما للتعاون بين البلدين لمكافحة الارهاب، وتعزيز السلم والأمن". وبشأن دلالات هذا اللقاء، الذي جمعَ بومبيو بحموشي، يؤكّد عبد الرحيم المنار السليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، أنّه يعكسُ "التقدير الأمني الأمريكي لقوة المدرسة الاستخباراتية المغربية؛ ذلك أنه لم يسبق لمسؤول أمريكي بهذا الحجم أن اجتمع بمسؤول أمني في أيّ دولة من الدول العربية أو الأوروبية". واعتبر المنار السليمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ الأمر "يتعلق بإقرار أمريكي بقوة النموذج الأمني المغربي في التصدي للمخاطر والتهديدات الإرهابية"، مبرزاً أنّ "الاجتماع يدل على وجود خطر إرهابي كبير في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء تريد الولاياتالمتحدة الاعتماد على التجربة المغربية للتصدي لهذا الخطر". وفي هذا المنحى، يشرحُ الأستاذ الجامعي أنّ "الأمريكيين يعرفون أن خارطة الجماعات الإرهابية انتقلت إلى منطقة الساحل والصحراء وغرب إفريقيا، لذلك يريدون بناء شراكة أمنية مع المغرب للتصدي لهذا الخطر". الدلالة الثّالثة التي يستعرضها المنار السليمي تشيرُ إلى أنّ "أمريكا باتت تأخذ الحجج المغربية بخصوص الخطر الإيراني في شمال إفريقيا بكل واقعية؛ فالأمريكيون يدركون جيدا خطر إيران في شمال إفريقيا ويعرفون أن المغرب لديه القدرة والتجربة في التصدي للخطر الإيراني، فهم يريدون مع المغرب استباق خطر إيران الساعية إلى إنشاء أحزاب الله جديدة في منطقة شمال إفريقيا". في السّياق نفسه، يبرز الخبير ذاته أنّ "هذا اللقاء يعبر عن استباق أمني أمريكي مغربي لكل احتمالات المخاطر القادمة في شمال إفريقيا، نظرا لوجود اضطرابات في ليبيا ووضع هش في دول داخل المحيط الإقليمي لشمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء". "خامسا، هذا اللقاء هو تعبير عن استباق مغربي أمريكي لخطر المقاتلين الارهابيين الأجانب الذين بدؤوا يخرجون من سوريا والعراق عبر الأراضي التركية؛ فالولاياتالمتحدة تعتمد على التجربة المغربية في التصدي لخطر المقاتلين الارهابيين الداعشيين الأجانب، وتريد تبادل المعلومات والقيام بأعمال استباقية قبل وقوع الخطر"، يشدّد المنار السليمي.