هلْ باتَ الخطرُ الإرهابيُّ في المغربِ أقربَ من أيّ وقتٍ مضى؟ ما هي الإشارات الملتقطة من حادث "شمهروش"؟ هل نحنُ أمام خلية "مُنظمة" يتحكّمُ فيها عقلٌ مدبِّر أم إن الأمر يتعلَّق بعمليات عشوائية غيْر مخطط لها؟ ولماذا اختارَ المنفذون الموالون للتنظيم الإرهابي "داعش" مراكش؟ وهل كانَ المشتبه فيهم يخططون لعمليات إرهابية أخرى في مناطق مختلفة من المملكة؟ الإجابة عن هذه الأسئلة يقدّمها بعد الرحيم المنار السليمي، الأستاذ الجامعي الباحث في الشؤون الأمنية، الذي قال إنَّ "الخطر الإرهابي كانَ متوقعاً ويهدّدُ كل دول العالم، وما وقع يتعلق بخلية إرهابية تتكون من أربعة أشخاص ويمكن أن نتوقع أكثر"، وقدم العديد من المؤشرات التي يجب أن تُقرأ؛ "فداخل هذه الخلية هناك شخص حاولَ الذهاب إلى سوريا وتمَّ إلقاء القبض عليه وسجنه". "ومعروف أن داعش يحرض ما يسمى بالمقاتلين الإرهابيين المفترضين الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى مناطق التوتر أن ينفذوا عمليات فوق أراضيهم، وهذا ما وقع في أمليل"، يضيف الأستاذ الجامعي، مشيراً إلى مؤشر آخر يرتبطُ ب "اختيار جنسيات بعيْنِهَا؛ جنسيات إسكندنافية، ذلك أن الدول الإسكندنافية معروف أنها تقومُ بحملة قوية وعالمية إذا ما تم الاعتداء على رعاياها". بالإضافة إلى ذلك، يزيدُ السليمي، فإن "اختيار مدينة مراكش ونواحيها بكل دلالتها السياحية والتاريخية، وفي هذا التوقيت، وطريقة التنفيذ، وتسجيل الفيديو من أجل الإعلان عن وجود هذه الخلية، وتسجيل فيديو آخر قبل الحادث لإعلان البيعة للتنظيم الإرهابي داعش، كلها مؤشرات لها دلالات على أن وراء هذا الحادث عقلٌ مدبر". وأوضح مدير المركز الأطلسي للدراسات الأمنية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية على هامش أشغال الجامعة الشتوية في إفران، أنّ "السلطات الأمنية تدخلت في الوقت المناسب وفي اللحظة الحاسمة، لأن لا أحد كان يعرفُ ما سيحدثُ داخل الحافلة، حيثُ كان من الممكن أن تقع مجزرة أكبر"، متوقفاً عندَ "فكرة الذهاب صوب أكادير؛ إذ كان متوقعا أن تكون هناك عملية أخرى"، قبل أن يتساءل: "لماذا الذهاب إلى الجنوب وليس الشمال؟". وأجاب السليمي بأن الفاعلين "كانوا يبحثون عن منفذ للخروج من المغرب نحو منطقة الساحل والصحراء، بمعنى أن هناك تنظيما أكبر نشأ في منطقة الساحل والصحراء أصبح يهدد، وبات الخطر قريبا"، مضيفا أنَّ "الخطر الإرهابي لم يعد موجوداً في هوامش المدن الكبرى، وإنما انتقل نحو القرى المغربية، وهذا خطر جديد يجبُ الانتباهُ إليه".