على الرغم من المجهودات التي تقوم بها الحكومة من أجل وقف"نزيف" القاعات السينمائية بالمغرب، فإنّ عدد دور السينما التي جرى افتتاحها خلال هذه السنة الحالية لم يتجاوز قاعتين فقط. احتضار القاعات السينمائية المغربية وضعف الإقبال عليها عاملان ساهما في فتح المجال أمام استحواذ منصات رقمية على رغبات وعقول المشاهدين في المنازل، بتقديمها لأطباق منوعة من الصناعات السينمائية العالمية عبر الأنترنيت، محققة بذلك أرباحاً تفوق مداخيل القاعات. رشيد فلاح، عضو غرفة أرباب القاعات السينمائية بالمغرب، وقف عند جملة من الأسباب التي أدَّتْ إلى إغلاق القاعات السينمائية؛ وفي مقدمتها "القرصنة" التّي دمرت القطاع منذ سنوات، بالإضافة إلى المنصات الرقمية الجديدة وعلى رأسها "نتفليكس" التي استحوذت على السوق العالمية والمغربية، وقوتها في عرض أفلام عالمية تعجز القاعات عن عرضها في كثير من الأحيان. وإذا كانت الإحصائيات الرسمية تقول إنّ حصيلة مداخيل شباك تذاكر القاعات السينمائية المغربية لسنة 2019 بلغ أزيد من 54 مليونا، فإنّ هذه الأرقام "لا تعكس واقع حال سينما مدن الهامش"، يقول الناقد محمد الإبراهيمي. وأوضح الناقد المغربي، في حديثه لهسبريس، أنّ "هذه الأرقام تمّ تحقيقها فقط بين مدينتي الدارالبيضاء والرباط، اللتين تتوفران على قاعات عرض جيدة وتكنولوجيا حديثة؛ وهو ما جعلها تدفع المغاربة إلى الثقة من جديد في القاعات السينمائية، لكن عند النظر إلى قاعات المدن الصغرى فنجدها تُقاوم سقوط أسوارها وتقادم تجهيزاتها". وأبرز الإبراهيمي أنّ جودة التجهيزات تلعب دوراً كبيراً في إقبال المغاربة على القاعات من عدمه، خاصة مع زحف المنصات الرقمية التّي تقدم منتوجاً بمعايير جيدة داخل البيوت، مضيفاً أنّ "عدم مسايرة القاعات السينمائية المغربية للتطورات التي شهدها العالم في هذا المجال من أبرز أسباب احتضار القاعات السينمائية المغربية". وبلغت حصيلة مداخيل شباك تذاكر القاعات السينمائية المغربية لسنة 2019 أزيد من 54 مليونا و607 آلاف درهم؛ فيما بلغ عدد مرتاديها أزيد من مليون و97 ألف شخص، حسب ما جاء في تقرير أعلنت عنه وزارة الثقافة والشباب والرياضة. وكشف التقرير أن عدد القاعات السينمائية، التي تم افتتاحها خلال السنة الحالية لم يتجاوز قاعتين؛ إحداهما بالرباط وتتوفر على 11 شاشة عرض، والثانية في طنجة وتتوفر على ثلاث شاشات عرض. من جهته، يقول المركز السينمائي المغربي إنه قام بخطوات عديدة لإنقاذ القاعات السينمائية المغربية المتبقية من مصير الانقراض؛ وعلى رأسها إدراجها ضمن قائمة المستفيدين من صندوق النهوض بالفضاء السمعي البصري الوطني.