انتقد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، طريقة تعاطي المجلس الأعلى للحسابات في تقريره الأخير المرفوع إلى الملك مع جواب وزارته حول الانتقادات الموجهة إلى قطاع الصيد البحري. وأوضح أخنوش أن "أجوبة وزارة الفلاحة والصيد البحري حول مخطط أليوتيس دوّناها في التقرير الأخير، الصادر عن المجلس الأعلى للحسابات؛ لكن مع الأسف يقدمون ما يريدون أن يقولونه في أول التقرير وأجوبتنا يتم تضمينها في آخر الصفحات"، وزاد أن "الصحافة والأشخاص الذين يبحثون عن تسييس الملف كياخذوا غير اللي بغاو"، بتعبيره. وشدد المسؤول الحكومي، خلال الجلسة الأسبوعية بمجلس المستشارين، مساء اليوم الثلاثاء، على أنه لا يلتفت إلى التشويش، مؤكدا أن "مخطط الصيد البحري أليوتيس من أحسن المخططات التي أنجزت في هذا القطاع بدليل الأرقام والنتائج الواضحة". ورفض وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات من يُروجون إلى نظرة سوداوية لنسف المجهودات الكبيرة في قطاع الصيد البحري، وقال: "ما يهمنا هو الفاعلون في الميدان الذين يقفون على حجم الإنجازات وكيف تحسنت أمورهم وقفزت الاستثمارات في هذا القطاع بشكل غير مسبوق". وأشار أخنوش إلى مواكبة مخطط "أليوتيس" للعاملين في قطاع الصيد البحري، من خلال تعميم التغطية الصحية والاجتماعية والتأمين عليهم جميعا، بمن فيهم البحارة التقليديون بكافة موانئ وقرى الصيد بالمغرب. وتأسف المسؤول الحكومي ذاته للاستغلال "السياسوي" لملف الصيد البحري، موردا: "نديرو السياسة مع وزير لكن منضربوش مجهود جماعي ساهم فيه الجميع من إدارة وفاعلين ومستثمرين". وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وجود بعض النقائص قال إن الوزارة تعمل على بلورة إستراتيجية جديدة في قطاع الصيد البحري سترفع إلى الملك محمد السادس قريبا. واعتبر أخنوش أن مخطط "أليوتيس" "لم يحقق كل ما حمله من طموحات؛ لكنه تمكن من تحقيق أكثر من 80 في المائة من أهدافه المسطرة"، مؤكدا "الحاجة ملحة اليوم إلى مخطط جديد يرسم ملامح القطاع للسنوات المقبلة". وبخصوص القطاع الفلاحي، قال المسؤول ذاته إنه "على الرغم الظروف من المناخية الصعبة التي عرفها الموسم الفلاحي الماضي وعدم انتظام التساقطات، فإن ذلك لم يؤثر إلا نسبيا على الوضعية الاقتصادية العامة للقطاع الفلاحي". أخنوش شدد على أن القطاع الفلاحي في المغرب لديه مناعة اليوم ضد التغيرات المناخية، كاشفا أن "الناتج الخام الفلاحي لسنة 2019، يتراوح بين 115 و125 مليار درهم"، بالإضافة إلى أن متوسط الإنتاج بالنسبة للحبوب بلغ 52 مليون قنطار بانخفاض قدره 49 في المائة"، مؤكدا أيضاً على تدارك جزئي للموسم خاصة بالمناطق الفلاحية بسطات. وأضاف المسؤول الحكومي أن انخفاض إنتاج الحبوب "كان له أثر محدود على الناتج الداخلي الخام، وهذا بتشجيع مخطط المغرب الأخضر للفلاحين على الزراعات الأقل اعتمادًا على التقلبات المناخية". "الموسم الفلاحي الماضي كان استثنائيا من حيث إنتاج الزيتون والحوامض"، يورد الوزير أخنوش، الذي سجل وجود مشاكل على مستوى الأسعار والتسويق؛ لكنه أكد أن الوزارة الوصية على القطاع عالجت هذه المشاكل بإشراك مهنيي القطاع، حتى لا تكرر في السنوات المقبلة. وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أبرز أن الموسم الفلاحي جاء بإجراءات لتسويق الإنتاج الوطني، وأقر الحماية الجمركية لحماية الفلاحين، وزاد أن الموسم تميز بجودة استثنائية؛ فقد وصل الوزن المعياري إلى 81 كيلوغراما لكل هيكتولتر.