مواجهة سياسية جديدة بين عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبين فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب؛ فقد رفض أخنوش ما اعتبره مغالطات يُروّجها عبد الله بووانو، النائب البرلماني عن فريق "المصباح" بالغرفة الأولى ورئيس جماعة مكناس، بخصوص إلغاء المناظرة الوطنية للفلاحة بمكناس التي تُعقد على هامش المعرض الدولي للفلاحة. وتساءل بووانو، في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية، مساء اليوم الاثنين، عن أسباب عدم تقديم وزارة الفلاحة للأرقام المتعلقة بحصيلة الحبوب، وأضاف أن هذه "المعطيات كانت تقدم بالمناظرة الوطنية للفلاحة؛ لكنكم لم تنظموها في الدورة الحالية، ولم تصدروا بلاغا عن التأجيل أو عن سر عدم تقييم مخطط المغرب الأخضر". وردّ الوزير أخنوش بقوة على برلماني "البيجيدي" ورئيس جماعة مكناس، وأكد أن وزارة الفلاحة تقدّم حصيلتها السنوية بتفصيل وبشكل منتظم ومدقق وتطلع الجميع على واقع وآفاق القطاع، وأضاف الوزير بأن وزارة الفلاحة "أرست المناظرة الوطنية للفلاحة كموعد سنوي لا ضمن نطاق عمل للبرنامج الحكومي، وإنما التزاما منها بسياسة تواصلية على الجميع". وشدد وزير الفلاحة على أنه لم يكن هناك أي تأخر في الإعلان عن توقعات حصيلة محصول الحبوب التي وصفها بالمتوسطة هذه السنة، "لأن المصالح الوزارية تنتظر حتى نهاية شهر أبريل من أجل التوفر على الأرقام الدقيقة، وهو أمر جرت به العادة كل سنة"، مضيفا أن "الإعلان لم يتزامن مع الأسبوع الأخير من شهر أبريل بكل بساطة". ووصف أخنوش الموسم الفلاحي بالجيد فيما يتعلق بالأشجار المثمرة وبقطاع تربية الماشية، مؤكدا أن "الإعلان عن توقعات وضعية الموسم الفلاحي الحالي ستتم خلال الأسبوع الجاري". وردا على سؤال لبووانو حول عدم لجوء وزارة الفلاحة إلى بناء مقر للمعرض، على الرغم من مرور 14 دورة عليه، أشاد أخنوش بتنظيم المعرض بمكناس كل سنة، مشيرا إلى أن "المعرض تنظمه جمعية المعرض الدولي للفلاحة، ومسؤولية الوزارة تكمن في الإشراف على القطاع وتأطير الفلاحين". وأضاف الوزير أخنوش بأن الوزارة ستدعم أي مبادرة في مكناس تهم القطاع الفلاحي، داعيا بووانو إلى تأهيل وتنمية المدينة التي يشرف على تدبيرها عوض أن يطلب من الوزارة أن تبني فضاءات من أجل إقامة معارض فلاحية فيها. من جهة ثانية، قال عزيز أخنوش إن التساقطات المطرية الأخيرة سيكون لها أثرا جيدا على الموسم الفلاحي خصوصا بالنسبة للزراعات الربيعية والأشجار المثمرة، مشيرا إلى أن الموسم الفلاحي الحالي شهد ظروفا مناخية متباينة. وأوضح الوزي ر الوصي على القطاع الفلاحي، في جوابه عن أسئلة برلمانية بخصوص تطورات الموسم الفلاحي على ضوء التساقطات المطرية الأخيرة، أن معدل التساقطات بلغ 284 ملم، أي بانخفاض 12 في المائة بالنسبة إلى سنة عادية. وأبرز المسؤول الحكومي أن حقينة السدود بالمغرب بلغت 59 في المائة، مشيرا إلى أن وزارة الفلاحة اتخذت عدة إجراءات لتحسين سير الموسم الفلاحي من خلال "تخصيص مليوني و200 ألف طن من البذور، وضمان تزويد السوق بما يفوق 500 ألف طن من الأسمدة، ومواصلة تسويق التركيبات السمدية، وتأمين مليون هكتار". "على الرغم من عدم انتظام التساقطات المطرية في الموسم الحالي وتضرر بعض المناطق وتراجع المحصول الفلاحي فيها، فإن الدينامية الكبيرة التي يشهدها القطاع الفلاحي بصفة عامة ستمكننا من الحفاظ على نفس مستوى الناتج الداخلي الخام، والذي يتراوح ما بين 124 و125 مليار، مع الإشارة إلى أن السنة الماضية كانت أحسن سنة فلاحية في تاريخ المغرب بالنسبة للإنتاج"، يورد الوزير أخنوش.