قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن "المناظرة الوطنية حول التجميع الفلاحي تعد محطة لإعطاء انطلاقة جديدة لآلية التجميع الفلاحي عبر اعتماد ورقة طريق واضحة المعالم ستمكن من دون شك من المرور إلى وتيرة أسرع". وأورد أخنوش، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة التي نظمت اليوم بمدينة مراكش تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أنه "على الاستغلالية الكبيرة أن تساعد الصغيرة منها، حتى تلج الأسواق وبذلك سيربح الجميع". وأردف المسؤول الحكومي "إننا نتحدث اليوم عن 49 ألف فلاح منخرط في هذا الإطار، وهناك إمكانية الوصول إلى 200 ألف في المستقبل، ليكون هذا التنظيم الذي أصبح نموذجا عالميا آلية لتحسين المردودية والتصدير وتثمين المنتوج الفلاحي". وأكد الوزير ذاته "أن الاستثمار في القطاع الفلاحي يعد مرحلة أساسية لتحقيق الإنماء الفلاحي"، مشيرا إلى "دور الغرف الفلاحية والفدراليات المهنية في تحقيق ذلك، والمساهمة في الناتج الداخلي الخام، على اعتبار أن القطاع المذكور يشكل محركا أساسيا للاقتصاد الوطني". وأوضح المسؤول الحكومي "أن آلية التجميع الفلاحي تعتبر خيارا استراتيجيا يمكن من الربط بين الإنتاج والتصنيع والتسويق والولوج إلى فرص التمويل، والاستفادة من دعم الدولة والإمكانات التي تتيحها"، مبرزا أن "هذا المشروع استفاد من 1 مليار و700 مليون درهم"، داعيا "الفلاحين والمجمعين إلى تحسين هذا النظام وتطوير طموحات التصدير، وفتح أسواق جديد، لتسويق جميع منتجات سلاسل الإنتاج الفلاحي". وفي السياق نفسه، أوضح المهدي الريفي، مدير عام وكالة التنمية الفلاحية، أن "هذه المناظرة تأتي لتضع حصيلة تسع سنوات من مخطط المغرب الأخضر في ميدان التجميع، باعتباره آلية ومنهجية استراتيجية لهذا المشروع للرفع من إنتاجية الفلاحة"، مؤكدا أن "اللقاء سيكون فرصة للنقاش حول سبل تحسين التجميع الفلاحي وكل مساطره". وزاد المتحدث نفسه قائلا: "إن برنامج التجميع الفلاحي يقدم اجابات عن إشكالات يطرحها كل من العقار وأنظمته، في المجال الزراعة، وولوج الفلاح الصغير إلى التمويل والتكنولوجيات الجديدة والأسواق، وتموين وحدات الصناعات الغذائية بالمنتوجات اللازمة لأنشطتها"، مضيفا: "وهذا الإطار، سنستعرض حصيلة 60 مشروعا للتجميع لفلاحة صغار بمختلف سلاسل الإنتاج تخص الحليب والحوامض والحبوب وزراعة السكريات". من جانبه، دعا لحبيب بنطالب، رئيس جامعة الغرف الفلاحية بالمغرب، إلى "إرساء نسخة جديدة من مخطط المغرب الأخضر، كمشروع طموح مكن من تطوير الفلاحة المغربية"، مطالبا ب"تقديم المزيد من الدعم للفلاح الصغير والمتوسط، وتبسيط المساطر بالنسبة للمجمعين، وتمكينهم الراغبين في الاستفادة من صفة مجمع، لإتاحة الفرصة أمامهم للاستفادة من الإمكانات هذه الآلية لتطوير الفلاحة المغربية". وأكد بنطالب "على ضرورة محاربة الفقر والهشاشة بالعالم القروي، من خلال تجويد هذه الآلية والدفع بها نحو الأحسن، بالرفع من قيمة الدعم المخصص للاستثمارات، وتحفيز القطاع الخاص للانخراط في الاستثمارات الفلاحية الكبرى، والتحكم في إشكالية العرض والطلب". يذكر أن "المناظرة الوطنية حول التجميع" نظمت تحت شعار "الاتحاد قوة فلاحتنا"، وتعرف حضورا مكثفا لفاعلين في القطاع الفلاحي، كالغرف الفلاحية والمنظمات المهنية والبيمهنية والمجمعين. وسينكب المشاركون في هذه التظاهرة على تشخيص الوضعية الراهنة للتجميع الفلاح وتقديم مقترحات لأجل تسريع وتيرة إرساء مشاريع تجميع ناجحة لبلوغ الأهداف المسطرة في إطار المغرب الأخضر في أفق 2020.