عرفت عدد من مناطق المملكة خلال الأيام الأخيرة هزات أرضية، الأمر الذي أثار مخاوف كثير من المواطنين، خاصة أن بعض هذه المناطق غير معروفة بنشاط الصفائح التكتونية. وحذر علي شرود، خبير مناخي، من وقوع كوارث طبيعية أخرى خلال القادم من الأيام، من بينها الزلازل، قائلا إن "الأرض تتحرك باستمرار". ودعا شرود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى ضرورة إعمال مبدأ لجان اليقظة، قائلا: "لا بد أن تكون هناك لجان يقظة متيقظة ومستعدة قبل أن تحدث أي كارثة طبيعية"، مفرقا ما بين كوارث موسمية وأخرى غير موسمية. وأوضح أن الزلازل يتم تصنيفها ضمن الكوارث غير الموسمية، فيما هناك كوارث أخرى موسمية تتمثل في الفيضانات وانجراف التربة وحتى الجفاف، منبها إلى أن بوادر الزلزال تكون ظاهرة، بالرغم من أنه من الصعب تحديد زمان وتوقيت وقوعه. وتحدث الخبير ذاته عن ضرورة إجراء دراسة حول "خرائط الخطر" من أجل تحديد الأخطار المحدقة بكل منطقة، وذلك بغية الحد من الأضرار المترتبة عن الكوارث الطبيعية. وأفاد الخبير المناخي بأن الخطر لم يعد يكمن فقط بالمناطق الاعتيادية المعروفة بنشاط الصفائح التكتونية، من قبيل سواحل مدينتي الناظور والحسيمة التي تعرف هزات شبه يومية تتباين قوتها ما بين 5.2 درجات و6.3 درجات على سلم ريشتر، بل بات يشمل مناطق أخرى. وسجلت المراصد العالمية لرصد الزلازل، أمس الأحد، هزات أرضية خفيفة بعدد من أقاليم المملكة المغربية دون أن تخلف أي أضرار مادية أو بشرية. وهمت هذه الهزات الأرضية أقاليم ميدلت وفاس والرشيدية، ووجدة وبوعرفة، وتنغير وزاكورة، ومناطق تالسينت وبوذنيب. المعهد الوطني للجيوفيزياء كشف أن أقوى ارتجاج كان على مستوى إقليم ميدلت، وقد وصلت حدته إلى 5,3 درجات على سلم ريشتر. كما أوضحت الشبكة الوطنية للمراقبة والإنذار الزلزالي التابعة للمعهد، في نشرة إنذارية، أن هذه الهزة حدد مركزها بجماعة النزالة في إقليم ميدلت، وقد وقعت عند الساعة 09 و39 دقيقة و7 ثوان بالتوقيت المغربي. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن هذه الارتجاجات رصدت أيضا بضواحي الرباط ووتاهلة، وذلك حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح الأحد.