عادت الأرض لتهتز بقوة في الريف، وبالضبط بجماعة بودينار التابعة لعمالة إقليم الدريوش، حيث تم تسجيل هزة أرضية في حدود الساعة 11 و36 دقيقة، صباح اليوم الخميس، بلغت قوتها وفق مواقع الرصد العالمي، 5 درجات على سلم ريختر، دون تسجيل أي أضرار مادية إلى حدود الساعة. بدوره أفاد بلاغ للمعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، بأنه تم صباح اليوم الخميس تسجيل هزة أرضية بقوة 5,4 درجات على سلم ريشتر بعرض سواحل الحسيمةوالناظور، مشيرا إلى أنه تم تسجيل هذه الهزة الأرضية، التي تم تحديد مركزها بعرض سواحل الحسيمةوالناظور، في حدود الساعة الحادية عشرة و 36 دقيقة و25 ثانية صباحا. سكان أقاليم الناظور والدريوش والحسيمة أحسوا بالهزة الأرضية، التي تأتي بعد أيام قليلة من هدوء نسبي، لم تتجاوز خلاله قوة الهزات 3 إلى 4 درجات على سلم ريختر. وكانت أول هزة، والتي أعلن عنها المعهد الوطني الجيو- فيزيائي، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، بعرض سواحل الناظور، قد بلغت قوتها 6.3 درجات على سلم ريختر، وذلك في 24 من يناير، لتليها أخرى تراوحت درجاتها بين 5.5 درجات و5.3 درجات على سلم ريختر، في حين كانت الهزات الارتدادية أقل قوة. ساكنة الأقاليم الثلاثة عاشت على إيقاع الرعب طيلة الأشهر الماضية؛ كما أعلنت مؤسسات الدولة تجندها واستعدادها لمواجهة تبعات أي كارثة طبيعية محتملة، إذ عملت على تجهيز مقرات الوقاية المدنية بجميع التجهيزات، وتشكيل لجان يقظة على مستوى العمالات ومجالس الجهات والبلديات، تحسبا لأي طارئ، كما تم تسجيل تنقل وزير الداخلية لطمأنة الساكنة وتتبع الوضع عن قرب. وسبق لعلي شرود، الخبير الجيولوجي، أن أكد في تصريح سابق لهسبريس أن منطقة الريف ستعرف هزات أرضية مستقبلية، مشيرا إلى أن المنطقة الممتدة من واد لاو والشاون إلى حدود وزان في الشمال الغربي وتاونات وتاوريرت وزايو جنوبا، وإلى حدود الساحل المتوسطي بالحسيمة، معرضة للهزات بسبب تواجد العديد من الانكسارات والتصدعات والفوالق، فضلا عن منطقة بوعرفة وتندرارا وفكيك وبوعنان وبوذنيب، فيما تعرف المناطق الشمالية للمملكة هزات أقل حدة. ويرى الجيولوجي نفسه أنه لا يمكن اعتبار الزلزال كارثة طبيعية، بل ظاهرة طبيعية، على اعتبار أن له علاقة مع الحركة التكتونية المشكلة للجبال أو مع الفوالق، مما يحرر الطاقة على شكل هزات أرضية إما رئيسية أو ارتدادية عبر أزمنة ومناطق مختلفة من أجل الحصول على توازن جيودينامي، موضحا أن الهزات الارتدادية قد تستمر لبضعة شهور إلى حين تحرير كل الطاقة، وتفريغ كل الضغوط الناتجة عنها.