قال يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، إن "ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة"، الذي تم تقديمه اليوم بالدارالبيضاء، يعد "مكسبا للصحافيين، ومكسبا للمجتمع الذي يهتم بالصحافة وحرية التعبير ويطالب بأخلاقيات تنظمها". وأضاف مجاهد في كلمة له لتقديم ميثاق الأخلاقيات الذي أعده المجلس الوطني، مساء اليوم الجمعة بأحد فنادق الدارالبيضاء، أن هذه المناسبة هي "فرصة للتواصل مع المهنيين، ودعوة لهم أن يتملكوا هذا الميثاق"، مشيرا إلى أن "المجلس سيعمل على تنظيم لقاءات وتكوينات لاستيعابه (الميثاق)". وشدد المتحدث نفسه، في هذا اللقاء الذي عرف حضور عدد من الصحافيين ومدراء نشر جرائد وطنية، على أن "المؤسسات الصحافية الوطنية مطالبة بأن تتملك بدورها ميثاق الأخلاقيات هذا وتعمل على تطبيقه"، مؤكدا أن "مستقبل الصحافة المغربية رهين بوجود مقاولات صحافية جادة". ودعا رئيس المجلس الوطني الصحافيين والمؤسسات الصحافية إلى احترام أخلاقيات المهنة، لافتا إلى أن الهيئة التي يرأسها ستعمل على "تأطير مهنة الصحافة عبر وضع قوانين وشروط لقطع الطريق على المتطفلين عليها". كما سيقوم المجلس، بحسب رئيسه، في إطار النهوض بالمهنة، "بالعمل على تنظيم خطة وطنية لتنمية قراءة الصحف الإلكترونية والورقية، وكذا دراسة وضعية الشغيلة بالصحف والجرائد الإلكترونية". ووجهت من طرف بعض الباحثين والمهتمين ملاحظات على مضامين وبنود الميثاق المعد من لدن المجلس، حيث قال عبد الوهاب الرامي إن "حديث الميثاق عن المسؤولية المهنية يظهر من خلال هذا الباب التداخل بين المهني والأخلاقي، وهو لا يسائل المهنية في حد ذاتها وإنما ما يترتب عن تبخيسها". ودعا الرامي، الأستاذ الباحث بالمعهد العالي للإعلام بالرباط، إلى "توسيع مفهوم الأخلاق، وتحميل رئيس التحرير المسؤولية في أخلاقيات المهنة، وليس الاقتصار على الناشر"، مشددا على أن "الحسم مع المهنية ينطلق من الحسم مع الأخلاقيات". بدورها، جميلة السيوري، رئيسة جمعية عدالة، سجلت في مداخلتها عددا من الملاحظات؛ أبرزها تلك المتعلقة بالبند الخاص باحترام صورة المرأة الذي جاء في الباب المتعلق بالمسؤولية إزاء المجتمع، حيث أكد المجلس الوطني على أنه "لا يجب أن تقدم المرأة في صورة تمييزية أو حاطة من كرامتها، ولا تستعمل بأي شكل من الأشكال في الإثارة التي تتجاوز فعل الإخبار". وشددت السيوري في هذا الباب على أن "صورة المرأة مشوهة لدى المجتمع"، وتساءلت: "هل تعنون بها الحفاظ على الصورة القدحية؟"، موردة: "كان يجب أن تكون حماية المرأة بدل احترام صورة المرأة". نور الدين مفتاح، ناشر أسبوعية "الأيام" الذي سير اللقاء، قال إن هذه الخطوة التي أقدم عليها المغرب بإعداد ميثاق لأخلاقيات الصحافة "يمكن أن نفاخر بها مختلف النصوص في العالم"، مشيرا إلى كون هذا النص ليس نصا للحقوق وانما للواجبات". ورد مفتاح، رئيس فيدرالية الناشرين، في تعقيبه على بعض الملاحظات التي همت مضامين الميثاق، بأنه "عندما تحدثنا عن حماية المرأة، فالميثاق أكد عدم وجوب تقديمها في صورة تمييزية أو حاطة من كرامتها".