قال عبد الإله يعقوب، نائب ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان منسق برامج مكتبه بالرباط، إنّ قمّة نيروبي حول السكان والتنمية، التي ستنعقد خلال الفترة ما بين 12 و14 نونبر الجاري، ويشارك فيها المغرب، تكتسي أهمية كبرى، كونُها ستشكّل منعطفا لتجاوز التحديات التي تواجه التنمية. وأشار يعقوب، في تصريحات على هامش ندوة صحافية عقدها صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، مساء الخميس بالرباط، إلى أنّ أهمية قمة نيروبي تنبُع من كونها تأتي بغد خمس وعشرين سنة من إطلاق برنامج العمل الأممي الخاص بالسكان والتنمية، الذي تمّ التوافق عليه سنة 1994. وسيشارك في قمة نيروبي حول السكان والتنمية ستّة آلاف مشارك من مختلف الدول، ومئتا مسؤول من رؤساء الدول، ومسؤولو الحكومات، ومسؤولون رفيعو المستوى، وسيناقشون ما تمّ إنجازه من تقدم في المجالات المتعلقة بالتنمية، خاصة في الشق المرتبط بتحسين أوضاع النساء. وستتمحور أشغال قمة نيروبي حول الوصول الشامل إلى الصحة الجنسية والإنجابية، والاستفادة من التحولات الديمغرافية لتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، ووضع حد للعنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة، والدفاع عن الحق في الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية. وأعلن صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، في ندوته، عن إطلاق أغنية للفنان أحمد شوقي بمناسبة الاحتفال بمرور خمس وعشرين سنة على المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، سيتمّ عرضُها للمرة الأولى في اختتام أعمال قمّة نيروبي التي ستنظمها حكومتا كينيا والدانمارك، بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للتنمية. ويطمح صندوق الأممالمتحدة للسكان والتنمية إلى أن تفضي قمة نيروبي إلى رسم معالم عالَم لا تموت فيه النساء من مضاعفات يمكن الوقاية منها أثناء الحمل، وتمتيع كل امرأة وفتاة بأن تقرر بحرية بمَن تتزوج، وما إذا كانت ترغب في أن تحبل أم لا، وعدم تعرض النساء للعنف بسبب النوع الاجتماعي، وجعل المساواة بين الجنسين حقيقة واقعة. غير أنّ صندوق الأممالمتحدة للسكان والتنمية يُدرك أن طريق تحقيق هذه الأماني ما زال طويلا، فبالرغم من أنّ 179 حكومة وعدت، أثناء المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد بالقاهرة عام 1994، بتحقيق الطموحات سالفة الذكر، إلا أنّ ذلك لم يتحقق على أرض الواقع، وهو ما يعني استمرار هضم حقوق النساء والفتيات في مختلف أنحاء العالم. عدم التزام الدول بتنفيذ ما وعدت به في قّمة القاهرة يعني، حسب صندوق الأممالمتحدة للسكان والتنمية، استمرار وفاة 830 امرأة أثناء الولادة يوميا، وتزويج 33 ألف طفلة، وختان 11 ألف فتاة، علاوة على تعرّض واحدة من كل خمْس نساء أو فتيات للاعتداء من قِبَل شريكها هذا العام.