تتوالى الخرجات المثيرة للقيادات السياسية الجزائرية بخصوص العلاقات مع المغرب؛ فبعد التصريح المثير للجدل الصادر عن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، عمار سعداني، التحق علي بن فليس، رئيس الحكومة السابق، بركب المطالبين ب"ضرورة فتح قنوات الحوار مع المغرب"، وهو ما سيتضمنه برنامجه الانتخابي. وقال بن فليس، في حديث مع جريدة "البلاد" الجزائرية، إن "المطلوب هو حسن الجوار مع المغرب وتونس ومالي وموريتانيا، وجميع البلدان الأخرى"، مشددا على ضرورة تكثيف العلاقات مع المملكة، موردا بخصوص قضية فتح الحدود أن "الملف المغربي الجزائري يجب أن ينظر إليه كاملا، ومن الضروري التفاوض والنقاش". وأوضح الأمين العام السابق للحزب الحاكم بالجزائر أن "ملف العلاقات مطروح في الانتخابات"، مشيرا إلى أن "الجزائر لا عداوة لها مع المغرب، كما أنها لا تخاصم الشعب الجار"، واصفا المملكة بالأخ والجار، داعيا إلى إنهاء الملفات الشائكة عبر العمل واللقاء والحوار في أفق إيجاد حل للوضع القائم، مشددا على أنه "لازم الاقتراب من المغرب". ولم تعد تفصل الجزائريين عن الانتخابات الرئاسية سوى أسابيع معدودة، وقد حصرت لائحة المتنافسين في 5 أسماء؛ فبعد أن حدد موعد الاستحقاقات في 12 دجنبر، قبلت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ملفات ترشح كل من علي بنفليس، عن حزب طلائع الحريات، والوزير الأسبق عبد المجيد تبون، وعبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، وعز الدين مهيوبي، ممثل التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد العزيز بلعيد، رئيس جبهة المستقبل. وكالعادة، تتفرق مواقف الخماسي المرشح إلى "قصر المرادية" من العلاقات المغربية الجزائرية، لكنها تلتقي في التوجس والتردد من مد اليد إلى الجار الغربي. ويبقى أقرب المتفهمين للمغرب من بين الأسماء المرشحة وزير الثقافة الأديب عز الدين ميهوبي، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالنيابة، الذي خاض حملة ترشيحه بملصق يضم خريطة المغرب كاملة. وبخصوص باقي المرشحين، تتأرج مواقف علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، حسب السياقات التي جاءت فيها، فقد سبق وطالب بفتح حوار بين البلدين ينهي الوضع غير الطبيعي القائم، لكنه تحدث في لقاء دبلوماسي جزائري بلجيكي عن كون مسألة الحرب مع المغرب تنتظر الوقت فقط نظرا لما يجري، مستدركا بأن بلاده ستدافع عن نفسها. أما الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون، الذي أوردت العديد من الروايات أن جذوره العائلية تتحدر من مدينة فاس، فقد ربط غير ما مرة الاحتجاجات التي قامت في مناطق متفرقة بالجزائر سنة 2017 ب"الإعلام المغربي ذي الصلة مع إسرائيل"، على حد تعبيره؛ فيما سيواجه المغرب خصما "شعبويا" في حالة صعوده إلى رئاسة الجيران يتمثل في الإخواني عبد القادر بن قرينة. وسبق أن خرج رئيس حركة البناء الوطني بتصريحات يتهم فيها حزب العدالة والتنمية المغربي باستغلال الفترة الحرجة التي تمر منها الجزائر من أجل إعداد خطة تعمل على تقسيمها. في المقابل، يتجه عبد العزيز بلعيد إلى ضرورة حل مشاكل الحدود مع المملكة بحكم الضرر الكبير الذي يلحق بلاده على المستويين الشعبي والاقتصادي، لكنه يظل وفيا لمنطق "الاستفتاء" بخصوص قضية الصحراء.