عبر عدد من سكان حي بام بمدينة سيدي سليمان، في تصريحات لهسبريس، عن "استيائهم" الشديد من تأخر أشغال إعادة بناء بعض مرافق مسجد الحي المتواجد وسط المدينة التي تم هدمها منذ ما يقارب سنة ونصف، مطالبين بالتعجيل ببداية الأشغال لرفع المعاناة عن المصلين الذين يضطرون للتنقل بين مساجد المدينة التي تبعد كثيرا عن منازلهم. وكانت المصلحة التقنية بمندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإقليم قد أقدمت على هدم مقصورة الإمام بمسجد المسيرة بالحي المذكور، بعد ظهور شقوق على مستوى سقفها، وكذا بعض المرافق الصحية بها، وهو ما يجعل العشرات من المصلين ينتظرون دورهم أمام مرحاضين فقط هما المتبقيان من عملية الهدم. وقال محمد الزاهري، أحد ساكنة حي بام، إن "سكان الحي مع إصلاح جميع مرافق المسجد دون استثناء"، مضيفا أن "الهدم بدون إصلاح أمر غير مقبول". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "مندوبية الأوقاف قامت بهدم سبعة مراحيض دون أن تقوم بإعادة بنائها من جديد"، مشيرا إلى أن "المصلين يتناوبون على مرحاضين وحيدين، وهو ما يضيع أحيانا على بعضهم صلاة الجماعة، خصوصا يوم الجمعة وعند الصلاة على الجنائز التي تصل إلى المسجد". من جهته، قال سعيد بناصر إن "مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإقليم رفضت رفضا قاطعا السماح لسكان الحي بالتطوع لبناء بعض المراحيض من أجل فك الازدحام"، متسائلا عن "جدوى زيارة المندوب السابق وقائدة الملحقة الإدارية السابقة مرات عدة إلى المسجد وتقديم وعود للساكنة لم تنفذ على أرض الواقع وظلت حبيسة الأدراج"، مناشدا "المسؤولين بالتدخل العاجل والفوري لوضع حد نهائي للتهميش الذي طال ثالث أكبر مسجد بالمدينة من حيث المساحة وعدد المصلين الذين يقصدونه". من جهة أخرى، قال مصدر قريب من المسجد، فضل عدم ذكر اسمه، إن "مندوبية الأوقاف قامت بهدم المقصورة والمراحيض بعد ظهور شقوق بها، ما أصبح يشكل خطرا على مرتادي هذه المنشأة الدينية"، مضيفا أن "الخبرة التقنية التي تم إجراؤها من طرف تقني متخصص خلصت إلى هشاشة بناية المسجد، خصوصا على مستوى الأعمدة والأرضية، علما أن عمره لا يتعدى 25 سنة". وأضاف المصدر ذاته أن "تصدعات جديدة بدأت تظهر في الجانب الأيسر من المسجد، وهي في تزايد مستمر"، مؤكدا "ضرورة الإسراع بإصلاحه". من جانبه، قال ياسين هلال، المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بسيدي سليمان، إن "ثمانية مساجد مبرمجة في إصلاحات سنة 2019 بالإقليم، من بينها مسجد المسيرة بحي بام"، مضيفا أن "الاعتماد المالي جاهز وستنطلق الأشغال فيه عما قريب"، مشيرا إلى أنه "قام بزيارتين إلى المسجد ووقف على حجم الأضرار التي لحقت به". وأوضح المسؤول الإقليمي ذاته، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "باب التطوع يبقى مفتوحا في وجه جميع المحسنين من أجل إصلاح بعض مرافق المسجد شريطة اتباع المساطر القانونية لذلك"، مبرزا أن "التعاون أمر محبذ وطيب ويدل على الطبيعة الخيرة للمغاربة، خصوصا وأن الإقليم يتوفر على 514 مسجدا، 16 فقط تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية".