نظمت ساكنة حي العريصة الأسبوع المنصرم مسيرة احتجاجية عفوية وصامتة، انطلقت من أمام مسجد الحي نحو مقر ولاية جهة دكالة عبدة احتجاجا على إغلاق مسجد الحي في وجه المصلين منذ مارس 2010 بعد تصنيفه ضمن المساجد الآيلة للسقوط بأسفي. ويعتبر مسجد حي العريصة الذي تبلغ مساحته حوالي 700 متر، خامس مسجد بالمدينة يحتج رواده على السلطات المحلية ومندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بإقليم أسفي على إغلاقه، ومن المساجد القليلة التي يحفظ بمرافقها الأطفال القرآن الكريم. حيث سبق أن احتج عبر الوقفات وكتابة البيانات التنديدية كل من مصلو مساجد المدينة العتيقة، واعزيب الدرعي وبلاد الجد، وسيدي عبد الكريم، ورحات الريح بعد أن أغلقت مساجد قريبة من أحيائهم. إلى ذلك هدد أحد المحتجين بالعمل على التنسيق مع ساكنة جميع الأحياء الشعبية التي تم إغلاق مساجدها من أجل الصلاة أمام مقر ولاية أسفي حتى يلتفت المسؤولون إلى معاناتهم على حد تعبيره. وفي تصريح خص به "التجديد" قال محمد الشنان، رئيس جمعية رعاية مسجد العريصة، أن الساكنة نفذ صبرها بعد تسويف الإدارة المعنية محليا وبعد إهمال مراسلاتنا الكثيرة لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية والداخلية ووالي عامل إقليم أسفي. ولم نتوصل ولو بجواب واحد يعيد لنا الاعتبار حسب قوله. وأضاف الشنان أن أغلب المصلين كبار في السن تعودوا خلال أربعين سنة الصلاة في مسجد حيهم ولا يستطيعون التنقل إلى مساجد أخرى بسبب بعد المسافة عن محل سكناهم. موضحا أنهم لم يستطيعون المشاركة في المسيرة فأرسلوا أبناءهم عوضا عنهم. وكشف رئيس جمعية رعاية المسجد أن الساكنة تطوعت بعدد من أكياس الإسمنت والرمال من أجل إدخال إصلاحات لازمة، لكنهم منعوا بسبب عدم توفرهم على ترخيص من المصالح المختصة. ويعاني أيضا مصلو مسجد العريصة الشعبي الذي يسكنه حوالي ألفين شخص، من الخيمة التي وضعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كبديل لهم مثل باقي ساكنة المساجد بالأحياء الشعبية الأخرى التي أغلقت مساجدها ويعاني روادها. وقال عدد من المصلين أن الخيمة باردة شتاء وحارة صيفا ونصبت بمكان غير نظيف تربط به البهائم التي يستعملها أصحاب عربات النقل المنتشرة بالمنطقة، وترتاده الكلاب الضالة وتنبعث به روائح كريهة مما أصاب بعض الشيوخ بمرض الحساسية. وقال المستشار الجماعي عبد الله بن هنية الذي كان ضمن المحتجين أمام ولاية عبدة دكالة في تصريح ل"التجديد" أن الكاتب العام لعمالة إقليم أسفي جمع ممثلين عن الساكنة بمكتبه مع مندوب الأوقاف والشؤون الإسلامية، ورئيس المنطقة الحضرية الثالثة إضافة إلى رؤساء بعض المصالح الخارجية بإقليم أسفي وتوصل معهم لتوقيف الاحتجاج وتدارس وسائل تمكين المصلين من أداء شعائرهم الدينية في انتظار فتح المسجد من جديد. وقال بنهنية أن مندوب الأوقاف أخبرنا أن المسجد يصنف في الرتبة السابعة بالمدينة ضمن المساجد التي ستقوم الوزارة بإعادة بنائها، وقال، حسب نفس المتحدث، إننا في المندوبية نبحث عن محسن للقيام ببناء المسجد وعليكم أن تساعدونا بدوركم في البحث عن محسنين. هذا وقد سبق للملك محمد السادس أن أعطى الانطلاقة لمشروع من خلال برنامج وطني لتأهيل المساجد الآيلة للسقوط والعناية بها خاصة المساجد العتيقة التي تحفظ تاريخ الأمة، بالإضافة إلى هدم وإعادة بناء المساجد المتهالكة، بتكلفة 2,7 مليار درهم.