ازداد غضب مصلي مسجد أفنان /الفوقاني بآسفي بسبب الوضعية التي آل إليها المسجد، حيث أصبح جزء منه آيل للسقوط. إضافة إلى الاكتظاظ الذي يعرفه المسجد، لاسيما في صلاة التراويح، لأن الصلاة تقام فقط في نصف المسجد، بينما النصف الآخر حيث المحراب مسيج مخافة سقوط جزء من السقف، متهمين المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعرقلة إصلاح المسجد. وإذا كان الشباب يبحثون عن مساجد بديلة لأداء صلاة التراويح؛ فإن شيوخ المسجد والتجار المجاورون له ملزمون بأداء الصلوات فيه، كما اعتاد آخرون الصلاة بهذا المسجد التاريخي والعتيق، الذي شيد سنة .1771 وقد سبق لـعدد من المصلين في فبراير من هذه السنة توجيه شكاية إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ـ توصلت التجديد بنسخة منها ـ ذكروا فيها، أنه بعد مرور أكثر من سنتين على فتح المسجد، وعدم التزام الإدارة بالقيام بإصلاحه، قام أحد المحسنين من أبناء الحي بأخذ موافقة المندوبية على القيام بالإصلاحات اللازمة، مضيفة أنه بعد إصلاح الأسلاك الكهربائية والاتفاق مع البنائين والجباصين ودفع جزء من التكاليف لهم، منعوا من إتمام الإصلاح من قبل الإدارة بدعوى أنها المكلفة بذلك، ولحد الساعة لم تتم الإصلاحات للمسجد من قبل المندوبية. ووصف تاجر اعتاد الصلاة بمسجد ما يحدث بالحكرة، متسائلا عن سبب الإسراف والبذخ في إصلاح مساجد قريبة من المسجد المذكور، رغم أنها لا تحتاج إلى إصلاحات ضرورية، في إشارة منه إلى مسجد الشيخ أبي محمد صالح الذي تم إصلاحه مرتين، بعدما تم ترشيحه لأن يصلي فيه الملك أثناء زيارته للمدينة، إضافة إلى المسجد الأعظم والسنة ومساجد أخرى. وفي السياق ذاته؛ سبق لساكنة المدينة القديمة الذين اعتادوا الصلاة بمسجد أفنان أن طالبوا عبر رسائل استعطافية إلى والي جهة دكالة عبدة عامل الإقليم ورئيس المجموعة الحضرية ومندوب وكذا ناظر الأوقاف والشؤون الإسلامية بأسفي؛ بإصلاح الجزء الآيل للسقوط بالمسجد، والذي يشكل خطرا على المصلين، خاصة يوم الجمعة، حيث يحج إليه عدد كبير من الساكنة والتجار. يشار إلى أن مندوبية الأوقاف بأسفي سبق لها أواخر أكتوبر 2005 أن أغلقت المسجد نفسه من أجل إصلاح الجدار الآيل للسقوط، وبعد 45 يوما من إغلاقه، اكتشف المصلون أنه لم يتم إصلاحه، فطالبوا عبر عريضة وقعها 200 شخص بفتح المسجد بعد أن أعياهم الذهاب إلى مساجد بعيدة لأداء صلاة الجماعة والجمعة. وفي يناير 2007 عاود رواد مسجد أفنان عبر رسالة استعطافية إلى عدة جهات المطالبة بالعمل على إصلاح القسم المعطل منه. لكن الجهات التي توصلت برسائل ساكنة الحي لم تعر اهتماما لمطلب بسيط ـ يقول أحد رواد المسجد ـ واكتفت بتقسيم المسجد إلى شطرين أحدهما صالح للصلاة والآخر منطقة خطيرة يصعب القرب منها.