يقصد مسجد السوريين بطنجة في شهر رمضان هذا عدد هائل من المصلين في مشهد منقطع النظير في المدينة، خاصة في صلاة العشاء حيث موعد صلاة التراويح. إذ فضلا عن امتلاء جنبات المسجد الداخلية، تمتلئ باحته بالمصلين، وبصلي أكثر من نصف المصلين في الحدائق المجاورة التي يفترش فيها بعض الناس سجاداتهم، وبعضهم يكتفي بافتراش العشب. وهو مشهد ذكرني بحجم الحجاج والمعتمرين في الديار المقدسة. ولتكتمل الصورة، فقد امتلئ الطريق المؤدي إلى المسجد عن آخره بالسيارات، فيما شوهدت العديد من العربات متوقفة على جوانب بداية طريق تطوان، وتحولت ساحة الجامعة العربية القريبة من المسجد إلى مستودع كبير، وتطلب الأمر حضور مجموعة من رجال شرطة المرور لضبط حركة السير. يشار إلى أن المسجد يؤمه في صلاة التراويح قارئ يتقن التلاوة برواية ورش عن نافع بالصيغة المغربية الجميلة، ولعل ذلك أحد أهم أسباب الإقبال الكبير للصائمين على هذا الجامع. ويقع مسجد سوريا (أو السوريين كما يصطلح عليه أهل طنجة) في الحي الذي أصبح يحمل اسمه في ملتقى طريق تطوان والطريق المؤدي إلى محطة القطار-المدينة. وقد بني المسجد سنة 1975 بإذن ومباركة من الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله غداة عودة الجنود المغاربة المجاهدين على الجبهة السورية سنة 1974، وذلك تيمنا بالشهداء المغاربة الذين سقطوا في أرض المعارك. وأشرف على بناء المسجد كل من عائلتي ططري الحلبي و بولند ترجمان الدمشقي. ولا زال هؤلاء السوريون لحد الآن هم من يشرفون عمليا على إدارة المسجد. ويضم المسجد إضافة إلى مكان الرجال باحة كبيرة في مدخله وفي جنبها الأيسر يوجد مكان الوضوء، فيما الجهة اليمنى تحوي مسجد النساء، ومعهد عائشة أم المؤمنين لتحفيظ القرآن الكريم الخاص بالنساء أيضا.