فوجئ سكان حي «لالة الشافية» التابع لمقاطعة السواني بطنجة، بقرار من المندوبية الجهوية للأوقاف والشؤون الإسلامية، يقضي بإغلاق مسجد «الأندلس» إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي فسره السكان بالتمهيد لهدمه من أجل إنشاء عمارة سكنية، واصفين مبررات قرار مندوبية الأوقاف التي أوردت أن المسجد يحتاج للإصلاح ب«الواهية» لكون حالة المسجد سليمة داخليا وخارجيا ولا تعاني بنايته من أي مشكلة. وكان سكان حي «لالة الشافية» قد صدموا فجر يوم الجمعة الأخير عندما توجهوا لأداء الصلاة في المسجد، فوجدوا أن أبوابه موصدة دون سابق إنذار، حيث اكتفت مندوبية وزارة الأوقاف بوضع إعلان على بوابة المسجد يقول إن قرار الإغلاق جاء بناء على تقرير من المختبر العمومي، حفاظا على سلامة المصلين. ولم يلق هذا المبرر قبولا لدى المصلين, الذين قاموا بأداء صلاتهم وسط الشارع المحاذي للمسجد، واستمروا على هذا المنوال بعد كل نداء للصلاة، كتأكيد على تشبثهم بمسجدهم، كما قام سكان الحي بإلصاق بيان استنكاري يعتبرون فيه قرار إغلاق المسجد «تعسفيا»، واصفين الأمر ب«المؤامرة» التي تستهدف واحدا من أقدم مساجد مقاطعة السواني وأكبرها، ودعوا سكان طنجة عامة وسكان أحياء «لالة الشافية» و«كاسطيا» ومقاطعة السواني الذين اعتادوا ارتياد المسجد منذ سنوات، إلى الدفاع عنه وحمايته من أية «مؤامرة». وحسب تصريحات استقتها «المساء» من سكان شارع الحافظ بن عبد البر، حيث يوجد المسجد، والذين اعتادوا تأدية صلواتهم فيه، فإن المعلمة الدينية المذكورة لا تعاني من أية شقوق أو مشاكل في البنيان قد تهدد سلامة المصلين، مشددين على أنه يعد من أكثر مساجد طنجة التي تخضع للصيانة، بحيث إنه لا يعاني من أية مشاكل صيفا ولا شتاء، كما أنه كان يستقبل مئات المصلين خلال شهر رمضان الأخير. ويعرف مسجد الأندلس إقبالا كبيرا من طرف سكان مقاطعة السواني خاصة في أيام الجمعة وشهر رمضان والأعياد، إذ إنه المسجد الوحيد الموجود في حي لالة الشافية، إلى جانب توفره على مراوح وتجهيزات تفتقر إليها مساجد أخرى كبيرة في المقاطعة نفسها مثل مسجد طارق بن زياد بحي «كاسابراطا». وتعد الأرض التي يقع عليها المسجد ذات أهمية كبرى بالنسبة إلى من يوصفون ب«أباطرة العقار» الذين اكتسحوا مناطق خضراء ومنشآت تاريخية شديدة الأهمية في طنجة، بالنظر إلى موقع المسجد القريب من وسط المدينة ومن المرافق العمومية الضرورية. وحسب سكان المنطقة، فإن مجهوداتهم قائمة على قدم وساق لإنقاذ المسجد من الهدم، الذي يعتبرون أنه السبب الحقيقي وراء الإغلاق، كاشفين عن إنشاء جمعية تتولى حماية المسجد ستكون مفتوحة في وجه كل الغيورين على هاته المعلمة الدينية، كما أبدوا استعدادهم لاقتحام المسجد عنوة والاعتصام داخله في حال ما لم تتراجع مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية عن قرارها. ومما يزيد شكوك السكان حول السبب الحقيقي لإغلاق المسجد، أنهم لم يلحظوا أي مختصين في مجال الهندسة قد زاروا المسجد من قبل، كما أن نص قرار مندوبية الأوقاف لم يشر إلى أنها تعتزم القيام بأي إصلاحات، إضافة إلى أن المندوبية تعمدت عدم الالتزام بتاريخ معين لإعادة فتح المسجد، كما كان الأمر بالنسبة لمساجد أخرى في طنجة في مقدمتها مسجد مرشان المحاذي للقصر الملكي، المغلق منذ حوالي سنتين، إلى جانب مساجد أخرى ذات قيمة تاريخية، كمسجد القصبة والمصلى، علما أن جامع الأندلس يعد المسجد رقم 12 الذي يطاله قرار الإغلاق لأجل غير مسمى، ضمن لائحة من 176 مسجدا على صعيد جهة طنجةتطوان.