قررت مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجهة طنجة تطوان إغلاق 176 مسجدا بالجهة، من بينها 11 بمدينة طنجة، من أجل ترميمها. وكانت المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قررت إغلاق 33 مسجدا بتطوان و67 في مدينة العرائش، و45 مسجدا في شفشاون، إلى جانب مساجد أخرى بكل من الفحص أنجرة والمضيق، و11 مسجدا في طنجة، من أجل ترميمها، «حفاظا على سلامة المصلين»، حسب ما جاء في تصريح للمندوب الجهوي للوزارة المعنية محمد المرابط، الذي قال إن البديل الذي وضعته المندوبية هو فضاءات مهيأة في عدد من الأحياء. وكانت مجموعة من المساجد بجهة طنجة تطوان، قد تحولت إلى خطر محدق يتهدد سلامة المصلين، بعدما طالها الإهمال، لدرجة أن جدرانها وسقوفها أصابتها تصدعات خطيرة. وكانت مسألة الإسراع بترميم المساجد المتقادمة بطنجة، قد خلقت جدلا خلال شهر رمضان من السنة الماضية، بعدما كانت الجهات المعنية قد فتحت أبواب عدة مساجد بصفة مؤقتة في وجه المصلين، رغم أنه كان من المقرر أن تخضع لإصلاحات قبل شهر رمضان وهو الأمر الذي لم يحدث. وفي علاقة مع المشاكل التي تعرفها مساجد مدينة طنجة، يعاني المصلون من مشكلة جديدة متمثلة في درجة الحرارة المرتفعة داخل مجموعة من مساجد المدينة التي لا تتوفر على مكيفات، إذ يتم الاكتفاء بفتح النوافذ، أو باستخدام مراوح متقادمة غير ذات جدوى، خاصة مع الحرارة المرتفعة التي تعرفها المدينة خلال شهر غشت. ويعد مسجد طارق بن زياد بمنطقة كاسابراطا، وهو أحد أكبر مساجد المدينة، من أبرز النماذج على هذه المشكلة، إذ إن هذا المسجد الذي حظي بإصلاحات خفيفة وعملية تزيين خارجية قبيل أداء الملك محمد السادس صلاة الجمعة به، عند زيارته لمدينة طنجة قبل أشهر، لا يتوفر على مكيفات ولا على مراوح، ويكتفي القائمون عليه بفتح منافذ صغيرة من أجل التهوية، رغم كونه يستقبل عددا كبيرا من مصلي مقاطعة السواني ومنطقة كاسابراطا الشعبية، الذين يعبرون على الدوام عن تضايقهم من ارتفاع درجة الحرارة داخل المسجد. وبخصوص هذا المسجد، الذي بني بتمويل من الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، فإن مسؤولا في السفارة السعودية بالرباط، كان قد قابل المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، منذ حوالي سنة، واقترح عليه إنجاز جرد بكل حاجيات المسجد، بما فيها التجهيزات الإليكترونية، مؤكدا تكفل أسرة الملك السعودي الراحل بمصاريف كل تلك الحاجيات، وهو الأمر الذي لم يتم لأسباب تظل مجهولة، ورغم ذلك فإن المسجد مازال يعاني من عدة نقائص، وعلى رأسها غياب المكيفات، والخلل في تجهيزاته الصوتية.