أدى انهيار مساحة من إسمنت سقف المسجد العتيق، الكائن بقرية الجماعة حي ارتيزانا بسباتة بعمالة مقاطعة بن امسيك بالدارالبيضاء، يوم عيد الفطر، إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة. وانهار الطلاء في الوقت الذي كان يؤدي فيه المصلون صلاة الجمعة، وقد تم نقل الجرحى إلى المستشفى، لتلقي العلاجات الأولية. فيما لا زال أحدهم وصفت حالته بالحرجة بالعناية المركزة. وأكد بعض السكان القاطنين بجوار المسجد العتيق لالتجديد أن هذاالأخير سبق أن خضع لترميمات قدرت مصادرمطلعة كلفتها ب 500 مليون سنتيم، وتم إغلاقه في شهر رمضان من السنة الماضية، قبل أن يعاد فتحه قبيل شهر رمضان من السنة الحالية بحوالي أربعة أشهر، رغم أن أشغال الإصلاح كانت لا زالت قائمة في بعض جوانب المسجد. وقد خلف الحادث استنكارا واسعا لدى المصلين، ودفع الكثير من مرتاديه إلى التساؤل عن أعمال الترميم التي خضع لها مسجد يعود تاريخ بنائه إلى عام ,1950 خاصة وأن التغييرات التي طالته بعد الترميم لم تكن بالمستوى المطلوب، وغيرت كثير من ملامحه الأساسية. ما دفع إلى توقيع السكان المجاورين للمسجد ومرتاديه عرائض عديدة بشأن مجموعة من العيوب خلفتها أشغال الترميم، التي كان قد عهد بها إلى شركة خاصة. وحددت العرائض الموجهة إلى عامل المنطقة، بعضا من هذه العيوب؛ في عدم صلاحية الأرضية، وشقوق ظهرت في الجدران بعد عملية التبليط، وتعويض المراحيض الرخامية بمراحيض بلاستيكية، كما أكد المصدر ذاته على اختفاء الخشب الذي كان يسور به حائط المسجد، والثريات وهي من أهم المآثر التي كان يعرف بها المسجد، واستبدال فرش المسجد (الزرابي) بحصيرمتهالك، وإعادة بناء المكان المخصص للنساء بدون مرحاض...وأكد بعض الموقعين على العريضة ل التجديد أنه لم تتم الاستجابة لمراسلات المواطنين، التي نبهت في أكثر من مرة إلى هذه العيوب، وطالبت بالتدخل باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها. من جهته، نفى ناظر الأوقاف بالدارالبيضاء، مولاي المهدي العلوي الحمداوي، التوصل بأية عريضة أو مراسلة من السكان بشأن العيوب التي قيل أنها ظهرت بالمسجد بعد الترميم، موضحا بأن الإصلاحات التي خضع لها المسجد جاءت بعد دراسة قام بها مكتب مختص معترف به، بحيث تم تحديد الأماكن التي تحتاج إلى إصلاح، وعهد بالأشغال إلى مقاولة مشهود لها بالكفاءة، وأن الإصلاحات تمت وفق ما حددته الدراسة، قبل فتح المسجد في وجه المصلين قبيل رمضان. مشددا على أن المراقبة لأشغال الترميم كانت دائمة من قبل المصالح التقنية للوزارة والسلطات المحلية. وأكد المصدر ذاته أن مصالح الوزارة تتابع الأمر بعد حادث الانهيار بالاستعانة بمكتب خبرة للتحقيق في أسباب الحادث. وبعد مرور يوم على الحادث، تم إغلاق المسجد بقرار من عامل الإقليم إلى حين القيام ببعض الترميمات للجزء، الذي عاينت لجنة مختلطة، الأضرار الحاصلة به جراء سقوط الطلاء الإسمنتي من السقف العلوي (الذي تبلغ مساحته حوالي متران مربعان)، وعهد بتنفيذ هذا القرار إلى نظارة أوقاف بالدارالبيضاء وإلى السلطات المحلية كل في مجال تخصصه. ويعد الحادث الذي وقع في الدارالبيضاء، الأول من نوعه بهذه الجهة، في سلسلة من حوادث الانهيار بمساجد متقادمة، كان أبرزها في المدينة العتيقة بمكناس، في فبراير الماضي عقب انهيار مئذنة مسجد باب البردعيين، وهو الحادث الذي أسفر عن وفاة 40 شخصا وجرح 71 آخرين خلال تأديتهم صلاة الجمعة. يشار إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلنت الشهر الماضي، عن إغلاق عدد كبير من المساجد، وكذلك هدم وإعادة بناء مساجد أخرى، بعد عملية مسح عمراني شملت جميع المساجد في المغرب، في أعقاب انهيار مسجد باب البردعين بمكناس. وأفادت مصادر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بأنه جرى فحص 19205 مساجد، وتبين أن 10437 منها تعاني من مشكلات في البناء، وقررت الوزارة إغلاق 1256 مسجدا نهائيا، وكذا الإغلاق الجزئي لنحو 416 مسجدا. واقترحت اللجان، بالإضافة إلى ذلك، هدم وإعادة بناء 513 مسجدا، وإصلاح وتدعيم وتقوية 9924 مسجدا، مبرزة أن تكلفة الدراسات تقدر بنحو 75 مليون درهم.