فارق عشرة أشخاص الحياة يوم الخميس الماضي، إثر انهيار سقف الجهة اليمنى من المحراب لمسجد عين الخيل بين حيي العطارين وزقاق الرمان بالمدينة العتيقة، فيما أصيب تسعة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة. وصرح مسؤول أمنيللتجديد أن سبب الكارثة يرجع لانهيار حائطين للمنزلين المجاورين للمسجد المذكور، في الوقت الذي كان فيه المصلون يتلون الباقيات الصالحات بعد صلاة الظهر، وأن المصلين الضحايا من سكان وتجار الحي، فضلا عن أحد المارة وهو سائق سيارة أجرة، وتتراوح أعمارهم بين 45 و50 سنة. وقد تم نقل الجرحى إلى قسم المستعجلات بمستشفى الغساني، حيث احتفظ بخمسة منهم، فيما غادره أربعة أشخاص بعد تلقي الإسعافات الأولية لأن إصاباتهم كانت خفيفة. وأفاد المصدر نفسه، أن هناك استياء للسكان من الوضعية المزرية التي يعيشونها، وأشار إلى صدور قرار الإفراغ لقاطني أحد المنزلين المنهارين. وأرجع مهندس الأشغال بمقاطعة فاسالمدينة، أسباب الانهيار إلى عدم صيانة مجاري الواد الحار، وأضاف أن جل منازل فاسالمدينة العتيقة تطفو فوق مياه الواد الحار لتلاشي المجاري منذ سنين، الشيء الذي ينذر بالكارثة. وبخصوص المنزلين، فهما في ملكية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأحدهما فارغ. وحكى أحد الشبان المصابين لالتجديد أنه نجا بأعجوبة من موت محقق، نظرا لكثرة الركام الذي غطى جسمه باستثناء رأسه، واستطاع إخراج يده ثم بدأ يتزحزح ببطء إلى أن تسلل من تحت الركام، بعد محاولة شخصين إنقاذه من قبل، إلا أنهما فرا عند سقوط جزء من السقف ثانية، وعزا نجاته إلى التراب الذي غطى جسمه قبل سقوط أجزاء صلبة عليه. وقال أحد الناجين 80 سنة ومصاب بكسر في رجله اليمنى وجروح في رأسه إنهم سمعوا دويا قويا لم يدركوا سببه إلاّ بعد انهيار السقف، وتطاير الغبار الذي حجب الرؤية وحال دون فرار المصابين، أما الذين كانوا في المقدمة فلم تتح لهم فرصة النجاة لأن الركام سقط فوق رؤوسهم، وانتشلهم الناس موتى. وغادر المصابون المستشفى يوم الجمعة، فيما أُقيمت صلاة الجنازة على خمسة من الضحايا بمسجد باب عجيسة، وعلى واحد بمسجد عائشة، وعلى آخر بالمسجد الجديد، وبمسجد بطريق صفرو بعد صلاة الجمعة. وتجدر الإشارة إلى أن يوم السبت 6 نونبر الجاري انهار سقف أحد المنازل الفارغة بدرب بن ثابت بحي درب الطويل، ولم يخلف ضحايا، إلاّ أنه أصبح يشكل خطرا على الدور المجاورة التي بدورها آيلة للسقوط. واشتكى سكان المنزل الأكثر خطورة (ستة أسر) من صاحب المنزل، وهو أحد الموظفين بالعمالة، الذي لم يرد إصلاح المنزل، ويطالبهم بالإفراغ، الشيء الذي لا يستطيعونه لفقرهم. وحسب إحصائيات وكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ مدينة فاس، فإن عدد الدور المتدهورة ،5453 بنسبة 39 % من البنايات بالمدينة العتيقة، و1200 منزل آيل للسقوط بنسبة 9 % ، مما يدفع إلى القول بأن دور فاسالمدينة العتيقة قنبلة موقوتة. رشيد ياسين - فاس