قدّم نادي "ألباطروس للمسرح"، التابع للمركز السوسيو ثقافي ليكسوس بالعرائش، مساء السبت بالمركز الثقافي بتطوان، عرض مسرحية بعنوان "طيطانيك... الرواية المغربية". وتروي المسرحية قصة غرق سفينة "آر إم إس طيطانيك" في أولى رحلاتها عبر المحيط الأطلسي شتاء 1912، برؤية ورواية مغربية، من خلال مذكرات ابن محمد بناصر غنام، السفير المغربي لدى بريطانيا، والذي كان من بين الناجين القلائل من الغرقى الذين كانوا على السفينة. عزيز قنجاع، مؤلف المسرحية، أبرز، في تصريح له بالمناسبة، أن "فكرة هذا النص المسرحي لم تأت بالنظر إلى شهرة حادثة السفينة؛ ولكن لالتقاء المأساة مع أحداث مغربية أخرى، والتي تهمنا أساسا، وهي تزامن حادث غرق طيطانيك مع دخول المغرب عهد الحماية سنة "1912. وأضاف قنجاع أن حادث الطيطانيك لم يكن حدثا عابرا، "بقدر ما يؤرخ للتفوق الهائل للتكنولوجيا الحديثة ولهشاشتها في الوقت نفسه، حيث أغرقتها قطعة ثلج تائهة في المحيطات، وهي عبرة يجب الوقوف عليها في واقعنا الحالي". وشدد الكاتب على أن جميع الشعوب لها حكاياتها ورواياتها الخاصة حول غرق الطيطانيك؛ فهناك رواية مصرية "الرجل الغامض"، التي أوردتها الدايلي تيلغراف حول المصري "أحمد بريك" الذي كان من ركاب الدرجة الأولى بالسفينة؛ واللبنانيون يروون أنهم كانوا من ركاب الدرجة الثانية، وأنهم كانوا يحملون نسخة من الذهب لرواية "رباعيات الخيام"؛ كما كانت لقصة الغرق روايات أمريكية وبريطانية وإيرلندية. وبالتالي فإنه من البدهي أن تكون كذلك للمغاربة رواية مغربية عن هذا الغرق، بتقاطعاته وتشابكه مع الأحداث المغربية. من جانبه، يرى مراد الجوهري، مخرج المسرحية، أن "طيطانيك... الرواية المغربية" تحمل رموزا متعددة، مشددا على أن هذه التجربة المسرحية ليست احترافية، بقدر ما هي تجربة شبابية، تندرج ضمن دعم قدرات نادي "ألباطروس"، معتبرا أن الأمر "يتعلق بتكوين وتمرين من أجل ولوج عالم المسرح الهاوي، ثم التأسيس لقواعد الهواية في أعلى مستوياتها ولبلوغ الاحتراف". واعتبرت نهيلة سحنون، منسقة نادي "ألباطروس"، أن المسرحية شخصتها ثلة من المواهب المسرحية الواعدة بمدينة العرائش، ينتمي جميعهم إلى الكلية متعددة التخصصات، وينشطون ضمن النادي التابع للمركز السوسيو ثقافي ليكسوس بالعرائش، وهو مشروع لفرقة مسرحية للهواة. وتروي مسرحية "طيطانيك... الرواية المغربية" قصة مأساوية دراماتيكية لغرق سفينة ضخمة بأغلب ركابها اجتمعت فيها كل عناصر القصة المثيرة المشوقة من حوارات وشخوص وأمكنة وزمان وأبعاد مختلفة المناحي والنزعات والصراعات الدولية لشركتي "كونراد" و"وايت ستير لاند"، من أجل السيطرة على السفينة وعلى الممرات البحرية، بحبكة مسرحية وبرؤية ورواية مغربية. وقد شارك في تشخيص أدوار المسرحية كل من زيد المجدوبي وعمر العمرتي وبدر العكباني ووليد لشكر ونهيلة سحنون وعبد الصمد الدريوش وخلود الإبراهيمي ويوسف جنياح وأميمة سحنون وأميمة الفيلالي، وإنارة نور الدين الخاتر، وموسيقى إريس البخوشي.