عقدت الجبهة العربية التقدمية الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها الأول، الجمعة، بمدينة طنجة، تحت شعار "الوحدة العربية ضرورة تاريخية ورهان استراتيجي"، بحضور عدد من الأحزاب والحركات والمنظمات التقدمية العربية. وستمتد أشغال هذا المؤتمر، الذي يستضيفه حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي، حتى الأحد المقبل. وقال علي بوطوالة، الكاتب العام لحزب الطليعة، وعضو اللجنة التنفيذية للجبهة العربية التقدمية، في تصريح لهسبريس، إن "استضافتنا اليوم لمؤتمر الجبهة الأول، بطنجة، يأتي بعد عقد المؤتمر التأسيسي في بيروت". وأضاف أن "جدول أعمال المؤتمر الأول يطرح قضايا أساسية ومصيرية، تجمع كل الشعوب العربية، كقضية الاستقلال والتحرر، والقضية الفلسطينية كذلك، إلى جانب قضية مناهضة الإمبريالية والرجعية، وإسقاط صفقة القرن". وأوضح بوطوالة أن الهدف الأساسي، الذي تركز عليه الجبهة العربية التقدمية، "هو إعادة بناء حركة تحرر وطنية عربية، مستقلة عن جميع الاتجاهات، سواء في الشرق أو الغرب، وسواء في آسيا أو أوروبا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية"، مشيرا إلى تطلع جميع أعضاء الجبهة لبناء هذه الحركة التقدمية، "على أسس موضوعية جديدة، بعيدة عن الشوفينية والإقليمية، ليكون مشروعا تاريخيا من الأجيال القادمة للشعوب العربية"، يضيف بوطوالة. من جانبه، اعتبر نجاح واكيم، رئيس "حركة الشعب" بلبنان، والناطق الرسمي باسم الجبهة العربية التقدمية، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية، أن الهدف من المؤتمر هو "أن يؤسس لمشروع جذري للتحرر العربي"، مؤكدا عجز الأمة العربية، عبر أنظمتها الرسمية، عن التفاعل أو التعاطي من موقع الفعل والتأثير مع الصراعات الدولية التي تتركز أخطر معاركها بها. وأضاف أن "هذه المهمة يجب أن تقوم بها حركة تحرر عربية، جدية، قادرة وفاعلة، تعمل وسط الجماهير، وتستغل طاقات شعبنا الهائلة في خدمة المشروع الهادف إلى أن تحتل أمتنا مكانة لائقة في عالم الغد". وتسعى هذه المنظمة السياسية العربية المستقلة، من بين جملة الأهداف التي تستحضرها في ورقة مشروعها، إلى توحيد طاقات القوى التقدمية العربية، على مستوى الوطن العربي وفي المهجر، لتحقيق غايات نضال الجماهير العربية في العدالة الاجتماعية، والسيادة الوطنية، والتقدم، ومواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني وأدواته الإرهابية والتكفيرية في الوطن العربي. كما تسعى المنظمة إلى الإسهام في استنهاض حركة التحرر العربية، والنضال رفقة كل التقدميين العرب، لإيقاف حالة الانهيار الراهنة في الوطن العربي، والوقوف في وجه محاولات التفتيت، وتسعير الفتن الدينية والمذهبية والإثنية، إلى جانب مواجهة كافة أشكال الاستغلال والقهر والهيمنة. وبخصوص خطة عملها، تطمح الجبهة العربية التقدمية، على المستوى الدولي، إلى توثيق علاقاتها مع المحور الآسيوي، روسيا، الصين، وإيران، للتصدي للمشروع الإمبريالي الأمريكي، وكذا إقامة علاقات مع الدول التقدمية في أمريكا الجنوبية، فضلا عن توثيق علاقاتها مع الأحزاب التقدمية في أوروبا، إلى جانب تفعيل عدد من اللجان التي تهم الشباب والطلاب، ومقاومة التطبيع مع العدو، والإعلام، والنقابات المهنية والعمالية، إضافة إلى إقامة علاقات تعاون مع اتحاد العمال العرب، واتحاد المحامين العرب، واتحادات الكتاب والأدباء العرب، وإقامة فروع لها في البلدان العربية.