بترانيم وآهات من عمق التاريخ، مزجتها بموسيقى عالمية وكلمات تنضح بالجمال والإتقان، أبهرت الفنانة المغربية سكينة فحصي الجمهور التونسي، في سهرة أحيتها ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج الموسيقية في دورته السادسة. وأمطرت سكينة حضورها، مساء الخميس، بمزيج موسيقي يجمع بين الموروث المغربي وروح الموسيقى العصرية للجاز والروك والبلوز والريكي، خطفت بها الفنانة الشابة المتحدرة من مدينة الجديدة، قلوب الحاضرين بصوتها العذب الذي يتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان. وعلقت فحصي على مشاركتها في فعاليات المهرجان، قائلة: "جاءت تلبية لطلب جمهوري في تونس والوطن العربي، الذي أتوصل منه برسائل عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت فكرة المشاركة في المسابقة الرسمية من اقتراحهم، لذلك قررت ألا أبخل عليهم بالحضور إلى تونس أتقاسم معهم موسيقاي، وكانت دعوة خير مكنتني من التعرف على جمهور فني ذواق"، مشيدة بالمجهودات التي يبذلها مدير المهرجان عماد عليبي، من أجل توفير الظروف الفنية والتقنية لنجاح أيام قرطاج للموسيقى. وأبرزت الفنانة المغربية، في حديثها لهسبريس، أنّ "المعيار الوحيد لانتقاء المتسابقين ضمن فعاليات الحدث الموسيقي هو الإبداع من حيث الموسيقى والكلمات"، وهو ما اعتبرته "تشريفا كبيرا"، وأضافت "سعيدة أنني موجودة ضمن فعاليات هذا المهرجان إلى جانب أسماء فنية كبيرة، وسأكون سعيدة أكثر إذا تمكنت من العودة إلى المغرب متوجة بالجائزة الذهبية، لأني دائما أطمح للأفضل". وعن موسيقاها، تتحدث فحصي: "عبارة عن خليط بين التراث المغربي الغني الذي يمثل كل المناطق المغربية، لذلك أحس أني أنتمي إلى كل جهات المغرب من خلال موسيقاي، ومزجته بموسيقى عالمية كالجاز، البلوز، الربكي، وغيرها". وتشتغل سكينة فحصي، بخطى ثابتة على الموروث الموسيقي العالمي، إيمانا منها بأن الموسيقى هي لغة الشعوب جميعها وبرسالة الفن كأداة للتعايش، منذ ظهورها في برنامج "أرابز غوت تالنت" الذي بثته القناة التلفزيونية "إم بي سي". كما تشتغل على التراث الموسيقي المغربي بكل روافده: الحسانية والغرناطي والملحون، بالإضافة إلى العيطة التي أعادت توزيع إحدى أهم مناراتها أغنية "خربوشة"، التي قامت بإعادة توزيعها مضفية عليها من أسلوبها الذي اختارته عن وعي جمالي. ويتطلع مهرجان أيام قرطاج الموسيقية، الذي تختم فعالياته يوم 18 من أكتوبر الجاري، لأن يصبح منصة عالمية لموسيقى العالم البديلة والمبتكرة في تونس وإفريقيا والعالم العربي، وفرصة للمبدعين وخلق روابط مع فنانين تونسيين وأفارقة وعرب وبلدان البحر المتوسط والانفتاح على بقية العالم لبناء علاقات تبادل وتشارك.