بعد الانتظار الطويل المشوب بالقلق الذي شعر به الفنانون المغاربة وهم ينتظرون تعيين الحكومة الجديدة ولمعرفة من هو وزير الثقافة القادم، وبعد تعين الوزير الجديد محمد أمين الصبيحي، عن حزب التقدم والاشتراكية في حكومة عبد الإله بنكيران، استطلعت "هسبريس" آراء العديد من الفنانين وانتظاراتهم من وزير الثقافة الجديد. قلة قاعات المسرح ومعاهد التكوين في المغرب ترى الممثلة المغربية هدى الريحاني، أنه من المستحسن أن تبادر الوزارة والوزير الجديد بفتح الملفات الكبيرة حول الشأن الثقافي، من حيث الأهداف والاستراتيجية، ثم من حيث الهيكلة على المستوى الوطني والجهوي، وكذلك على مستوى التمويل والبرمجة. وأضافت هدى "نحن في حاجة إلى إعادة النظر من الأساس في المسألة الثقافية عموما وخصوصا المسرح، ويجب تحسين قاعات المسرح الموجودة حاليا والتي تعتبر قليلة جدا، وإنشاء قاعات مسرح جديدة في جميع المدن تقريبا، وكذالك تنظيم العديد من المهرجانات من أجل خلق حركة ثقافية مستمرة، كما يجب خلق العديد من المعاهد حتى يكون هناك تكوين للعديد من الشباب الذين يعانون من ضعف التكوين، وهذا السبب هو ما يعطي للجمهور المغربي فنانين دون المستوى المطلوب. كما عبرت هدى عن أسفها من قلة المعاهد في المغرب وقالت،"يوجد معهد واحد في المغرب وهو في الرباط، وهذا المعهد غير كاف بتاتا لأنه يعاني من ضعف مرافقه والمسيرين له، ولهذا نجد تدمر العديد من الطلبة بسبب عدم تلقيهم لتكوين في المستوى. وأضافت الريحاني أنه من ضروري أن يكون هناك لكل مدينة فرقة مسرح خاصة بها من أجل النهوض بقطاع المسرح الذي أصبح يعاني بشكل كبير، ويجب أن تكون هناك مشاركة من جميع الأطراف التي تلامسها الثقافة من خلال مجالس مفتوحة ومحكمة التسيير وذات مصداقية لنتقدم بالشأن الثقافي نحو الأحسن". انفراج في علاقة المثقف بالوزارة فيما عبر الممثل والمخرج حفيظ بدري عن تفاؤله لتولي محمد أمين لوزارة الثقافة وقال ''أجد نفسي متفائلا لتولي حزب التقدم والاشتراكية لهذه المسؤولية، بعد أن احتكرها حزب الإتحاد الاشتراكي لسنوات طوال وانتظرتنا من الوزير الجديد الشيء الكثير، وخصوصا تجاوز الأزمة التي عرفتها الممارسة الثقافية مؤخرا، واقتراح حلول في مستوى تطلعات المشتغلين في هذا الحقل وأظن أننا سوف نشهد انفراجا على مستوى علاقة المثقف بالوزارة خاصة وان السيد الوزير يجمع بين مجالات الفكر والسياسة والعمل الجمعوي الشيء الذي سيجعل منه الشخص الذي سيخرج الممارسة الثقافية من عنق الزجاجة، لا على المستوى المادي وذلك بالدفاع عن رفع ميزانية وزارة الثقافة ولا على المستوى الممارسة بتشجيع الفنان والدفاع عن حرية التعبير''. في نفس السياق تتحدث الممثلة الموظفة بوزارة الثقافة ثريا العلوي عن انتظاراتها من وزير الثقافة الجديد وتقول:" يجب إعطاء مساحة من أجل الإبداع والابتكار في كل المجالات الفنية والثقافية، والمساهمة في المحافظة على التنوع الثقافي والخصوصيات المغربية البحتة، فالتعبيرات الهادفة والتي من شأنها أن تضيف الكثير للمشهد المغربي يجب دعمها وإيجاد سبل للمحافظة عليها لأنها من المكونات الأساسية للهوية المغربية، ومن حق الجمهور المغربي أن يكون لديه فن جميل سواء على مستوى السينما أو المسرح وباقي الفنون الأخرى، وبما أننا نعاني من قلة الفنون الجميلة لا يمكننا أن ننتظر من المواطن المغربي ذوقا جميلا وراقيا وهو لا يرى هذا الفن الجميل سوى في حالات ناذرة. وتقول ثريا "إننا ننتظر إعادة هيكلة القطاع الثقافي بصفة عامة حتى يلعب الدور الهام ويساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، كما أننا ننتظر تفعيل القوانين والتشريعات المتعلقة بالملكية الفكرية لأنها تمكن من الاستثمار الحقيقي في الحقل الثقافي وهو مطلب شرعي وقديم جديد للمثقفين بصفة عامة". وتضيف ثريا مطالبة ب"تفعيل بطاقة الفنان لضمان حقه في معاملة حسنة من طرف المخرجين والمنتجين... ويجب خلق العديد من الأقسام التي تمكن جميع المتعطشين للفن، والتشخيص والإخراج أن يلتحق بها، ولا تتطلب سنا محددا.." وتصرح ثريا العلوي قائلة: "أنا كمواطنة أولا وكفنانة وفاعلة في هذا المجال لذي تفاؤل كبير بهذا الوزير وأنا متأكدة انه سيعطي نفس جديد لساحة الثقافية". فيما قال الممثل والمخرج المسرحي مسعود بوحسين ورئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح ''إننا ننتظر من وزير الثقافة الجديد أن يحسم في الكثير من الملفات العالقة المرتبطة بالمجال الفني، وإعادة النظر في قانون الفنان وتطوير كل ما يرتبط به من تنظيم وتقنين للمجال الفني، والعمل على صياغة قوانين كفيلة بتنمية مجال المسرح والفنون المرتبطة به والبحث عن الصيغ المؤسساتية الكفيلة بنجاعة تنفيذ المشاريع الفنية والثقافية خارج إطار النظام "البيروقراطي" الخانق والبطيء للوزارة (من قبل مؤسسة خاصة بالمسرح والفنون الحية). ويضيف بوحسين "يجب تحويل مؤسسة المسرح الوطني إلى مؤسسة حقيقية منتجة للقيم الجمالية المسرحية وألا تبقى مجرد قاعة متعددة الاستعمالات وإكسابها بعدا جهويا عن طريق تغيير نظامها الأساسي، الاهتمام بالبعد الجهوي للثقافة والعناية بالأوضاع الاجتماعية للفنانين والمثقفين، وبالثقافة الأمازيغية والتراث المادي واللامادي. كما يعتقد مسعود أن الأدوار التي ننتظرها من الوزير الجديد انتهاج سياسة تشاركية في اتجاهين: مع الهيئات الممثلة للمثقفين والفنانين والخواص، والعمل على تنسيق السياسة الحكومية في مجال الثقافة مع وزارات أخرى معنية بملفات محددة تهم مجال اشتغالنا، وأيضا وزارة الاتصال ووزارة الشباب والرياضة والتشغيل والداخلية. عموما، يقول بوحسين، "ننتظر من الوزير الجديد التوفر على سياسية ثقافية واضحة وآليات قانونية ومؤسساتية لتنفيذها، الشيء الذي لا يمكن أن يتم إلا برفع ميزانية وزارة الثقافة التي لازالت بئيسة لحد الساعة، ونتوسم خيرا في الوزير الجديد و نتمنى له حظا سعيدا في مهمته". الحاجة إلى سياسة ثقافية وفنية حقيقية أما الممثلة المغربية وسيلة صبحي فقد قالت: "كنا ننتظر بفارغ الصبر تعيينات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمعرفة من هو وزير الثقافة الجديد، وبعد معرفته أصبحت آمالنا معقودة عليه لإصلاح ما أفسده الوزراء الذين تعاقبوا على هذه الوزارة، فنحن كفنانين ننتظر الكثير من الإصلاحات في المجال الثقافي، الذي ظل مهمشا لسنوات طوال". وأضافت "نحن في حاجة إلى سياسة ثقافية وفنية حقيقية ترد الاعتبار للفنان المغربي حتى يرضي بدوره الجمهور المغربي، ونتمنى أن يتعاون و يتفاعل إيجابا مع الائتلاف المغربي للثقافة والفنون حتى يعود التوازن إلى هذا القطاع وحتى نفتخر، كوننا مغاربة، بثقافة تمثلنا عربيا ودوليا'. الرهان لامتلاك شخصيتنا الثقافية الضائعة في الإبداع والتدبير المخرج المسرحي عبد المجيد شاكر من بين الذين سألتهم "هسبريس" عن انتظاراتهم من وزير الثقافة الجديد، حيث صرح قائلا ''إننا ببساطة نراهن أن تأخذ الثقافة وضعها في الحياة المغربية، وألا تظل شأنا هامشيا، كما نراهن أن نمتلك استراتيجية ثقافية حقيقة لها تطلعات على مدى طويل وليس ترقيعات مع كل مناسبة وحدث، نراهن أن نمتلك شخصيتنا الثقافية الضائعة في الإبداع والتدبير، وترسيخها في الحياة العامة عير الإعلام وعبر التواصل الحي مع كل المغاربة''. فرض الرقابة على الأعمال المغربية خصوصا السينمائية منها بالنسبة للمغنية قطر الندى تقول ''أنا كفنانة مغربية انتظر من وزير الثقافة الجديد أن يفتح حوارا مع المبدعين من الفنانين المغاربة''. كما يجب ، تضيف قطر الندى، "تنمية هذا القطاع وسيكون هذا فقط بالتعاون بين الوزارة الوصية والفنانين، ويجب تشجيع المبدعين من الفنانين وإعطاء الفنان المغربي أملا جديدا بعد الإحباط والتهميش الذي طاله من الوزراء السابقين، كما يجب تشجيع المستثمرين في القطاع الفني ومحاربة القرصنة المنتشرة بكثرة والتي تخيف العديد من المستثمرين، كما ننتظر أن يهتم السيد الوزير بالبنية التحتية للمسرح الذي أصبح يعاني بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب فساد بعض المسؤولين". وأضافت ندى "يجب رفع المنتوج المغربي حتى يرقى للمستوى العربي، وحتى نستطيع مجاراة الدول الأخرى فلا بد من توفر إمكانيات من أعمال في المستوى واستديوهات، كما انتظر موقفا رسميا في باب فصل الدين عن الثقافة وعدم الحكم على إبداعات الفنانين أخلاقيا أو عقائديا، كما أنني مع فرض الرقابة على الأعمال المغربية خصوصا السينمائية منها".