كان مفرحا استوزار ثريا جبران أم لم يكن فهو لن يغير في حقيقة الأمر شيئا خصوصا مع عدم اهتمام المثقف المغربي بم سيحصل بوزارة الثقافة فأغلب المثقفين المغاربة مقتنعون كل الاقتناع بأن وزيرا جديدا لن يضيف الشيء الكثير شأنه شأن من سبقوه. قد لا ينتظر المثقف المغربي الحقيقي أي شيء من ثريا جبران مادام يعرف جيدا أن المثقفين والكتاب المغاربة لا يحبون بعضهم البعض كما ينبغي. "" ثريا جبران ناضلت كثيرا وتعذبت كما يليق بمبدع يؤمن بإبداعه وإنسانيته ودوره في المجتمع و أن تتقلد منصبا وزاريا أمر سيسعدها ويريحها نوعا ما لبعض الوقت ,, هذا المنصب الذي هو كمواساة متأخرة لمبدعة مناضلة لكن السؤال الموجه لها دون غيرها ” هل ما تعرضت له روحها المناضلة مع الكفة الأخرى لاستوزارها؟! الثقافة التي تعني المقامرة بالمثقف في هذا الزمن الرديء تجعلنا نتفهم جيدا عدم اهتمام المثقفين باستوزار وزير للثقافة وقد نفخر بهذا في المغرب مثلما افتخرنا قبله بكون أغلب المواطنين المغاربة الذين سحبوا بطاقاتهم الانتخابية لم يذهبوا لانتخاب أيّ من المرشحين!! تمثيل ثريا جبران كوزيرة للثقافة رقم من الأرقام الكاتب المغربي محمد نبيل مقتنع أن تسلّم ثريا جبران أو أي شخص آخر حقيبة وزارة الثقافة لا يغير في الوضع المغربي قضية فببساطة ، التغيير المجتمعي و بناء المؤسسات لمواجهة تحديات العالم المقبلة ، يفترض وقفة متأنية عند ماهية المسؤولية عامة و الوزارية بشكل خاص. محمد نبيل يعرف مسار ثريا جبران الفني ،قبل و بعد مشاريعها المشتركة مع المسرحي عبد الواحد عوزري ، لكنه يؤكد على أن مسؤولية الوزير تفترض العديد من الشروط أولها بناء محكم للمؤسسات بكافة أشكالها ، مؤسسات ديموقراطية تحتكم إلى القانون أولا و أخيرا . إضافة إلى أن تغيير المؤسسات، هو جزء من تغيير العقليات و المجتمع المغربي برمته. فلا يجب تجزيء القضايا ، أو التبشير بأحادية الحلول الوهمية و أنصاف الحلول . إن التغيير في وزارة الثقافة لا يتوقف على ثريا جبران أو غيرها ،بل على مشروع مجتمعي واضح ،من الممكن أن يشارك فيه جل المغاربة حتى لا أقول الكل . يضيف محمد نبيل قبل أن يكمل مؤكدا على أن المشاركة لا تعني المساهمة الفعلية فقط، بل ممارسة النقد البناء والحضاري، الرامي إلى خلق جو فيه روح الأمل وبعيد عن الإحباط والهزيمة. تمثيل ثريا جبران كوزيرة للثقافة بالنسبة للكاتب المغربي محمد نبيل ، لا يعدو أن يكون فقط سؤالا حول حقيبة من الحقائب ، أو رقم من الأرقام، لكن الأهم من كل هذا في رأيه هو مصير السواد الأعظم من المغاربة . فلا يمكن أن التبشير بمستقبل واعد، بعيدا عن الاعتراف بطاقات و كفاءات و أطر و أدمغة المغاربة داخل و خارج البلاد. اعتراف يكون بالفعل و القوة ، ليس فقط بالكفاءات بل بكل من الأشخاص و المؤسسات التي تقدر على العطاء ، وفق منهجية علمية مضبوطة و موضوعية . ويقول محمد نبيل أن على من سيمثله كمثقف و متخصص في مجال الفعل الثقافي، يجب أن ينسجم مع منظومة و نسق مجتمعي مغربي قادر على إعطاءه الفرصة للإبداع ،في مجال لا يعترف إلا بالإبداعية و التجديد. إنه المجال الذي ظل مهمشا و لعقود من طرف جل الأحزاب و الدولة . ثم يبرز الكاتب المغربي محمد نبيل أن ما نحن في حاجة إليه هو دمقرطة السلوك و العقلية و القانون و المؤسسات و الدستور . فحسب محمد نبيل ، هذه مهمة ليست بالسهلة في الوقت الراهن، بل هي ممكنة و تحتاج إلى وقت نظرا لعدة أسباب، ليس هذا مقام الحديث عنها. فلتستغلّ الفرصة قبل سحب السجادة من تحت رجليها الروائي والناقد المغربي ابراهيم الحجري يعترف منذ الوهلة الأولى أنه غير منشغل البتة بأمر تولية أي كان على رأس وزارة الثقافة ما دام ذلك لن يغير في الأمر شيئا، وما دام غير مسئول عن هذا الأمر، فهو يعرف جيدا كما باقي المثقفين المغاربة أن الاستوزار لم يعد مرتبطا بالكفاءة والباع السياسي، بل أصبح مبنيا على ّالكصة" وّالحظ" ومن ضربته أمه بالمغرف هذاك مبقاه!! يقول الروائي المغربي أن المناصب السياسية في المغرب أصبحت هبة إلهية مباركة ومسعودة على أهلها، أما أبناء الشعب فآجرهم الله . ابراهيم الحجري لا ينتظر من ثريا جبران أي شيء مثلما لا ينتظره من أحد، والمهم بالنسبة للحجري هو أن تحسن جبران أوضاعها وتستغل الفرصة قبل أن تسحب على بغثة السجادة من تحت رجليها... فما دام الرجال الذين كنا ذات تاريخ نرى فيهم أمل التغيير قد تنكروا وراحوا يهرولون ويلهثون خلف شهواتهم وبطونهم التي لا تشبع فما الذي يمكن أن يقال عن ثريا جبران، المهم – يقول ابراهيم الحجري - عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. قد يكون في البر ما لا يوجد في البحر. تحوّل ثريّا جبران من وزيرة ورقية إلى وزيرة رقمية الدكتور والباحث المغربي جميل حمداوي يرى أنّنا لسنا في حاجة إلى وزارة ثقافة بالمواصفات التي كان يتعامل بها وزير الثقافة السابق محمد الأشعري مع المكون الثقافي المغربي، فهو لم يستمع لمطالبتنا بإدماج وزارة الثقافة ضمن وزارة التربية الوطنية ككتابة للدولة أو كمديرية تسهر على تنظيم المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وتسيير معهد الآثار الثقافة الرقمية التي بدأت تسحب البساط من تحت دواليب الثقافة الورقية. يقول د . جميل أن أغلب المثقفين المغاربة لم يرضوا عن وزارة الثقافة السابقة إبان الوزير" الاشتراكي" محمد الأشعري الذي حول الوزارة إلى فضاء إداري روتيني راكد يقوم على سياسة التهميش والإقصاء ،وإبعاد المثقفين الجادين والمبدعين العاملين المتميزين ( عبد الكريم برشيد مثلا)، وتقريب الأصدقاء وزملاء الأمس ، ممّ تسبّب في وضع مجحف تجسد في موت الثقافة المغربية واستسلامها للرقاد مدة عقد من الزمن، و جعل المغرب يعود القهقرى على مستوى الشأن الثقافي ، بل على جميع المستويات التي تستلزمها وصفة التنمية البشرية العالمية. ومن ثم، بدأ كل مثقف مغربي يحلم بسنوات السبعين ويتلذذ بأزمنتها الرائعة الممتعة التي انتعشت فيها الثقافة المغربية، والتي حظيت بمكانة محترمة بين دول العالم العربي. د. جميل حمداوي فرح أيما فرح لهذه الوزيرة الجديدة ثريا جبران باعتبارها ممثلة مسرحية قديرة أعطت الكثير للثقافة المغربية منذ سنوات خلت ، ومازالت تثري الساحة الثقافية المغربية بأعمالها الدرامية إلى جانب زوجها الأستاذ القدير عبد الواحد عوزري الذي كرس كل أوقاته للمسرح التجريبي. فما يجعل الباحث المغربي جميل حمداوي يرتاح لهذه الوزيرة الجديدة كونها إنسانة متواضعة من أصول شعبية ، عانت الكثير في مسارها الإبداعي والمسرحي ، واكتوت من الظلم الثقافي ومساوئ البيروقراطية وسياسة الإقصاء والتهميش ، ولهذا فهو على يقين بأنها ستشمر عن ساعدها إلى جانب طاقمها الاستشاري - إن شاء الله - لتنقذ وزارة الثقافة المغربية من براثن الركود وقشور الشكليات الرسمية ومهاوي الفتور الكاسد. و يركّز الدكتور حمداوي على أن الثقافة الرقمية أصبحت هي سيدة الواقع. ومن ثم، ينبغي على الوزارة الجديدة أن تغير مسارها التنفيذي والإداري والمستقبلي لتتجه حيال الثقافة الجديدة التي تنبني على الطبع الإلكتروني ونشر الثقافة الرقمية من خلال المواقع والشبكات والمدونات الثقافية التي تمتاز بالسرعة الهائلة في استجماع المعلومات ونشرها وتبويبها وتوزيعها. ويقترح جميل حمداوي أن تقسم ميزانية الوزارة حسب المندوبيات الإقليمية لا حسب المندوبيات الجهوية؛ لأن ذلك التقسيم مجحف يضر بالأنشطة الثقافية المحلية والإقليمية ، كما يكرس سياسة التهميش والإقصاء والغبن ويولد الحقد الاجتماعي ويسبب في الاحتقان الشعبي. يرى د. حمداوي أنه على الوزارة أن تدعم كل الإنتاجات الثقافية التي يقدمها المبدعون والباحثون المغاربة بكل عدالة وإنصاف، كما ينبغي أن تخصص جوائز قيمة للذين خدموا ومازالوا يخدمون الثقافة المغربية بصفة خاصة والثقافة العربية بصفة عامة بدون نبذ ولا إبعاد ولا انتقاء ولا إذلال أو تسويف أومماطلة بيروقراطية. و يقول حمداوي أنه من اللازم أن تهتم الوزارة بالثقافة الأمازيغية على غرار الثقافة العربية على حد سواء ، بعد أن عجز المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عن تطوير القطاع الثقافي الأمازيغي وإثرائه ، إضافة إلى أنه من الضروري أن تسهر الوزارة على تنظيم ندوات شهرية أو فصلية في المجالات الثقافية التي تهم المغاربة مثل: القصة القصيرة جدا، والرواية المغربية ( الرواية التراثية)، والرواية القصيرة جدا، والمسرح المغربي، والثقافة الأمازيغية، والمسرح الأمازيغي، والشعر المغربي بين الأمس والحاضر، وتقويم واقع الأدب الإسلامي، وإشكاليات القصة القصيرة، وأسئلة التشكيل المغربي، ومعوقات السينما المغربية، وحاضرالأركيولوجيا الوطنية، والموسيقا المغربية بين الأصالة والمعاصرة. "يجب أن تستكمل الوزارة مخططاتها التجهيزية والتنموية السابقة التي تتمثل في إنقاذ الآثار التاريخية وتطويرها وإصلاحها، وبناء المتاحف، والسهر على نجاح معارض الكتب،ونشر المجلات الثقافية الدورية المخصصة للكبار والصغار، ورعاية الآداب والفنون، وتشجيع مسرح الهواة، وتفعيل مسرح الطفل والمسرح المدرسي ومسرح الكراكيز،وتخصيص الجائزة التقديرية للدولة لمثقف السنة، والاستمرار في دعم جوائز السنة، وبناء المندوبيات الثقافية ، وتشييد المكتبات ، وتجهيز الخزانات، و توزيع المركبات الثقافية عبر ربوع الخريطة الوطنية ضمن سياسة ديمقراطية عادلة" يقول د.جميل حمداوي قبل أن ينهي حديثه بالتأكيد على ضرورة تغيير وزارة الشؤون الثقافية رداءها لتتحول من وزارة ورقية إلى وزارة رقمية، وعليها أن تنشئ بكل سرعة داخل دواليبها ودهاليزها ومكاتبها مديرية الثقافة الرقمية والتوثيق الإلكتروني إذا أرادت أن تلج الألفية الثالثة وأن تساير مستجدات العولمة و ثقافة الحداثة، وأن تشجع كل منتجات الشبكات العنقودية كالكتاب الرقمي والرواية الرقمية والقصة الرقمية والمسرح الرقمي والشعر الرقمي والنقد التفاعلي، وأن تدعم كل المواقع المغربية التي تقدم الثقافة للجميع. استوزارها بين التعاطف والسخط القاص المغربي عماد الورداني يشير أوّلا إلى إن الحكومة المغربية تفتقد إلى سند شعبي، لأسباب كثيرة أقلها حدة ورود اسم الوزير الأول ضمن تشكيلة فضيحة النجاة ، معناه أن الحكومة التي سيشكلها الوزير الأول أو التي سيشكلها له القصر لن تتسم بالمشروعية، لأسباب سياسية وأخرى غير سياسية، فحالة التذمر التي أصابت المجتمع جراء تفاقم الأمراض الاجتماعية جعلت واقع الاستوزار في المغرب لا يحظى بأهمية كبرى، حتى وإن كانت الحقائب منحت لشخصيات لامعة حقوقيا أو ثقافيا!! عماد الورداني يقول بصراحة متناهية أنه يحسّ بالتناقض في تحديد موقف من ثريا جبران فهو لا يدري إن كان عليه أن أتعاطف معها كأنثى قدمت تضحيات في سبيل تثبيت قيم حداثية أم أن ينساق إلى طائفة السخط ويسخر من استوزارها ؟!! بالنسبة للقاص المغربي ، ثريا أشرف من عباس الفاسي رئيس الوزراء و يقول الورداني أنّه دافع عن ثريا جبران في تجمعات كثيرة فرغم أنّه لا يتفق سياسيا مع خط ثريا لكنني مع ذلك هو يحترمها كمبدعة وكمثقفة وكمناضلة!