أكدت ثريا جبران، وزيرة الثقافة، أنها تلقت خبر تعيينها وزيرة للثقافة عبر الديوان الملكي، مبرزة أنه لم يكن بسيطاً، بالنسبة إليها، خصوصاً حين علمت أن الأمر في جوهره وأساسه يتعلق بالتفاتة مولوية سياسية وكريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس. "" واعتبرت تعيينها مسؤولية كبيرة وتزداد ثقلاً حين تفكرين في معنى أن تكوني عند حسن ظن ملك البلاد، وظن من اقترحوك وفكروا في رمزية اقتراح اسمك كفنانة وكامرأة مغربية تتحدر من وسط شعبي، ومن عمق التجربة الفنية ،وأضافت جبران، في حديث إلى المغربية، أنها تذكرت أثناء تلقيها الخبر، الكثير من الوجوه والذكريات، بما فيها بعض ذكريات المحنة، ما يجعلها تفكر في جسامة المسؤولية وضخامة الرهانات المطروحة على الثقافة والفنون في بلادنا، وعلاقتها بالتنمية . وكشفت ثريا عن العديد من الأسرار عن خبر تعيينها، وعلاقتها مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كما أعطت لمحة عن البرنامج الذي تحمله لتطوير مجال الثقافة بالمغرب، والنهوض بأوضاع الفنانين والمثقفين وفي ما يلي نص الحوار : ٭ كيف تلقيت خبر تعيينك وزيرة للثقافة؟ تلقيت خبر اقتراحي عضواً في الحكومة الجديدة، التي يرأسها عباس الفاسي،عَبْر الديوان الملكي، وقيل لي، في الحين، إنني حظيت بإجماع السادة المحترمين، الذين كانوا يشرفون على مسطرة تشكيل الحكومة، إلى جانب وبمعية وإشراف الوزير الأول لم يكن الخبر بالنسبة إليَّ بسيطاً، خصوصاً حين علمت أن الأمر في جوهره وأساسه يتعلق بالتفاتة مولوية سياسية وكريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده وهي مسؤولية كبيرة تزداد ثقلاً حين تفكرين في معنى أن تكوني عند حسن ظن ملك البلاد، وظن من اقترحوك وفكروا في رمزية اسمك كفنانة وكامرأة مغربية تتحدر من وسط شعبي، ومن حي شعبي، ومن عمق التجربة الفنية لحظتها، وأنا أتلقى الخبر، تذكرتُ على الفور الكثير من الوجوه والذكريات بما فيها بعض ذكريات المحنة تذكرتُ من علَّموني، ومن ساعدوني طيلة حياتي الفنية والاجتماعية وتذكرتُ زملائي في المهنة، وتَذكَّرتُ وتذكرتُ، ولم أَنْسَ أن أفكر في جسامة المسؤولية وضخامة الرهانات على الثقافة والفنون في بلادنا وعلاقتها بالتنمية ماذا أقول؟ الله يقدّرنا على المسؤولية حتى نكون عند حسن ظن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفي تكامل حقيقي مع إرادة ورهانات الوزير الأول، عباس الفاسي، وباقي زميلاتي وزملائي في الحكومة، وعند حسن ظن الفنانين والمبدعين والمثقفين وجماهير شعبنا ٭ حسب ما تسرب من المشاورات، التي كان يجريها الوزير الأول، فإن اسم ثريا جبران كان ضمن لائحة الوزراء المحسوبين على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فما الذي حدث حتى عينت في هذه الحكومة من بين الوزراء غير المنتمين؟ لا أعرف تحديدا ما الذي حدث فأنا لم أحضر المشاورات والمفاوضات وسوف لا أحتاج إلى تقديم الوقائع والأدلة على علاقتي العميقة والطيبة مع إخوتي وأخواتي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومع باقي مكونات الأسرة الوطنية . والآن، لا أرى ضرورة للحديث عن هذا الموضوع، المهم أنني كنت ومازلت دائماً في خدمة بلادي بالإرادة نفسها، والصدق ذاته، والروح نفسها، التي تحركتُ بها دائماً مع الوطنيين والصادقين الذين يحبون الخير لبلادنا ولشعبنا وما كنت يوماً مع جهة ضد جهة أو مع طرف ضد طرف، وإنما كنت مع المصلحين أينما كانوا وفي أي موقع كانوا . وكما كنت أقول في مختلف المناسبات واللقاءات الجماهيرية أثناء الحملات الانتخابية منذ 1992 وكما قلت بالخصوص في انتخابات 7 شتنبر 2007، سواء في بن جرير أو الدارالبيضاء أو أبي الجعد أو الرباط، أنا مع المناضلين المصلحين، ومع المصلحين الذين يلتقون في أفقهم وكفاحهم مع راعي الإصلاحات الكبرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده وثريا هي ثريا، لم تتغير ولن تتغير إن شاء الله تعالى . ٭ هل اتصل بك عباس الفاسي، الوزير الأول المعين آنذاك قبل أن يقترح اسمك على جلالة الملك؟ أنت تعرفين أن عباس الفاسي كان يفاوض ويحاور الأحزاب الوطنية لا الأفراد والأشخاص، وكان يتحرك في وقت قياسي لتشكيل حكومته قبل عرضها على صاحب الجلالة، لكنه كان يتحرك مع فريق يساعده بروح وطنية صادقة وبإرادة جماعية . ٭ هل حاول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد اليازغي، الاتصال بك بعد تنصيب الحكومة لتلتحقي بحزبه؟ تبادلنا التحية أثناء التنصيب الملكي لأعضاء الحكومة الجديدة، كما كنا نتبادلها دائماً بمحبة وتقدير صادقين وزرت اليازغي في بيته بالرباط، بعد انطلاق عمل الحكومة الجديدة، كما زرت والتقيت وزراء آخرين منذ اليوم الأول لعملي كوزيرة للثقافة وليس هناك أي مشكل بيني وبين اليازغي لا بوصفه وزير الدولة في حكومة صاحب الجلالة، ولا بوصفه كاتباً أول للاتحاد الاشتراكي . والحقيقة أنني لم أعرض عليه شيئاً ولم يعرض علي أي شيء، في زيارتي لبيته، شربنا كأس شاي في جلسة عائلية بحضور أفراد أسرته الكريمة، وبحضور زوجي، وواصلنا أحاديثنا الأخوية المعتادة . ٭ ما هي علاقتك الآن مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؟ إنها علاقة الاحترام والتقدير والأفق المشترك لخدمة بلادنا وشعبنا بقيادة جلالة الملك . ٭ كيف تجدين الحديث الكثير الذي أثير في بعض الصحف حول تعيينك وزيرة للثقافة، هل هذا راجع لكونك جئت من مجال التمثيل وليس من عالم السياسة؟ جئت إلى وزارة الثقافة من المجال الفني، من مجال الشرف والقيم النبيلة جئت من عمق تجربتي على خشبة المسرح، والمسرح هو أبو الفنون منذ العصر الإغريقي القديم وإنني أعتز برصيدي وبخبرتي الفنية والثقافية، رغم أنني أعرف حدودها . وأثق في أن وزارة الثقافة تتوفر على كفاءات عالية وخبرات وطنية ودولية تستحق أن أتعلم منها، وجديرة بأن أتعاون معها وأيضا، فإنني أرى أن المجتمع المدني والوسط الثقافي والفني والرياضي قادر بدوره على أن يطعم الحكومة بخيرة الكفاءات ولا أرى ما يستدعي الاستغراب إذا تولت فنانة أو رياضية مغربية مسؤولية حكومية . ٭ ما صحة الخلاف الذي شب بينك وبين خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أثناء انعقاد أحد مجالس الحكومة؟ هذا كلام صحف، ولا أساس له من الصحة على الإطلاق، وأحيانا، أستغرب للخيال وكيف يصنع الحكايات من هذا النوع . ٭ هل يمكن أن نعرف برنامجك المستقبلي داخل وزارة الثقافة، وهل تحملين برنامجا لتدبير الشأن الثقافي بالمغرب؟ طبعا، هناك التوجيهات الملكية السامية والتصريح الحكومي لعباس الفاسي، أمام البرلمان كمحددين لمشروع عملي في وزارة الثقافة وهناك عدد من الأوراش والمشاريع الكبرى التي سأواصل العمل فيها بجدية حرصاً على التراكم والاستمرارية الإيجابية كما أنني الآن بصدد إعداد خريطة طريق، وأنكب عليها مع الفريق الذي يساعدني من المستشارين والخبراء والتقنيين . هناك أولويات كبرى في مشروع عملي، لعل أهمها هو النهوض بالوضعية المادية للفنانين، ووضعية بعض الفنون، ووضعية الكتاب والقراءة، والتراث والآثار والمواقع التاريخية، والتعاون الدولي، والصناعات الثقافية والفنية، وغيرها، دون أن أنسى بطبيعة الحال الوضعية المادية لموظفي وموظفات وزارة الثقافة، هؤلاء الجنود المجهولون الذين لاشك يحتاجون منا إلى اهتمام وتكريم واعتبار. ٭ ما هي الإجراءات المستعجلة، التي تنوين اتخاذها خلال المائة يوم الأولى من وجودك في منصبك الجديد؟ شخصياًَ، لست مستعجلة، سوف أشتغل بهدوء وبتواضع، وأحاول قدر ما أستطيع أن أتعاون مع الجميع، وأنا أتجول في جميع مكاتب الوزارة لأتعرف على جميع الموظفات والموظفين والأعوان والأطر والمسؤولين المركزيين، وأسلم عليهم جميعا، وأستمع إليهم وهم يتحدثون معي عن التفاصيل، كما دخلت مكتب النقابة الموجود في قلب الوزارة واستمعت إليهم ولو على عجل، ولكن باحترام . وسأحرص على زيارة الجميع في أماكن عملهم إن شاء الله، وأنا على أتم استعداد لقبول كل المقترحات العملية والإيجابية التي من شأنها تطوير عملنا في وزارة الثقافة والحفاظ على المكاسب الموجودة . ٭ ماذا ورث قطاع الثقافة عن سلفك محمد الأشعري، هل يمكن أن تشخصي لنا نقط ضعف ونقط قوة هذا القطاع؟ أنا في الأيام الأولى داخل الوزارة، وقد وجدت نفسي مدفوعة إلى التحرك للوفاء بمواعيد والتزامات سابقة للوزارة وبالتالي، لا أستطيع أن ألعب دور طبيبة بإمكانها تشخيص وضعية قطاع حكومي مهم في بضعة أيام، أو بضع ساعات . كما أنني لم أرث وزارة في غرفة إنعاش، بل جئت وأنا مقتنعة بوجود تراكم مهم يمكنني الاستفادة منه لتطوير العمل وابتكار الأفكار الجديدة وأظن أن أي تشخيص حقيقي لهذه الوزارة، ينبغي أن يعود في واقع الأمر إلى مراحل سابقة على المرحلة التي تولى فيها المسؤولية الأخ الشاعر محمد الأشعري، الذي أحييه بالمناسبة تحية تقدير واحترام، حتى لا نظلم إسهامات الجميع ولا ننسى أحداً . ٭ كيف هي الآن علاقتك مع التمثيل، هل إذا عرض عليك دور مهم ستقبلين أداءه حتى وأنت تتحملين مسؤولية حكومية؟ التمثيل في المسرح أو التلفزيون أو السينما ليس عملاً عبثياً أو أقل جدية كما قد يتصوره البعض إنه ممارسة وجودية حقيقية، وممارسة ثقافية وفنية وتربوية وأخلاقية ،وأظن أنني سأواصل الرسالة نفسها حتى عندما يكون علي أن أتصرف كمسؤولة في الحكومة وللأسف، المسؤولية الحكومية ستحتاج مني معظم وقتي، وجهدي، وخيالي وكياني كله، لأكون في مستوى الثقة الملكية، وفي مستوى هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة إن شاء الله . ٭ ما هو القاسم المشترك بين التمثيل على خشبة المسرح والعمل السياسي داخل الوزارة؟ لعل القاسم المشترك هو أن الفنان والوزير يحتاجان معاً إلى استعمال الذكاء والخبرة والخيال في عملهما كما يحتاجان إلى الصدق والإحساس بالمسؤولية.