الرأي العام المغربي خصوصا في الأوساط الشعبية , منشغل وباستغراب ملحوظ لاستوزار الفنانة ثريا جبران . "" كون هذا الجمهور يحمل انطباعا عنها غير الذي تحمله النخبة المغربية بكل مكوناتها . - وايلي ثريا جبران ولات وزيرة - عبارة يرددها أغلب البسطاء وحتى بعض المتعلمين في الأحياء الشعبية وفي الأوساط المغربية , ممن لا مواكبة لهم بما تقدمه ثريا جبران ولاعلم لهم بالتحولات التي عرفتها تجربة ثريا جبران مند نهاية الثمانينات . رغم بعض الفرص القليلة التي يعطيها الإعلام المرئي لهده الفنانة المسرحية. لم تدخل في أدمغة الناس العاديين والبسطاء فكرة أن ثريا جبران هي الجديرة بهذا المنصب بحكم ممارستها وتاريخها الفني ومواقفها النضالية التي أدت عنها الثمن في زمن كان فيه البعض ممن يدعون الآن , النضال والالتزام غارقون في ثقافة - كولوا العام زين - ولا زالت الأعمال التي قدمتها ثرية جبران خصوصاعند التحول الحقيقي الذي عرفته تجربتها من خلال مسرح اليوم الذي أسسته إلى جانب زوجها محمد عوزري , شاهدة عن المواقف الجادة وغير مستهترة .والتي ميزت أعمالها مند نهاية الثمانينات . إلا أن جمهورها العريض ,من المثقفين والطلبة والمجتمع المدني بمؤسساته الثقافية والفنية يجمع بأن سيدة المسرح المغربي , تستحق الإستوزار عن جدارة واستحقاق . فهي ابنة الميدان لما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن , ولها التزامات سياسية وحقوقية ومتشبعة بثقافة الرفض , وعلى اضطلاع تام بالإكراهات التي تعيق سبل التقدم الثقافي والفني ببلادنا , كذلك بحكم قربهاوعلاقتهابالمثقفين والمبدعين المغاربة , تستحقحقيبة وزارة تسيير شؤوننا الثقافية والفنية. ومن يدري؟ أن تقدم ثريا جبران للمثقفين والمبدعين المغاربة خصوصا الغير منبطحين , والذين ظلوا خارج تغطية وزارة الثقافة رغم أنهم من الممكن تقديم الأجود والأفضل مما تقدمه بعضالوجوه الذي كرسها المخزن داخل المشهد الإعلامي والثقافي والفني , مقابل تضييق الحصار على الحساسيات الثقافية والفنية الأخرى. وربما كذاك , تكون لها القدرة علىتحقيق ما لم يقدر تحقيقه زميلها محمد الأشعري. نتمنى ذلك.