وجّه الوزير الأول الفرنسي، إدوارد فيليب، خطاباً إلى المشاركين في الدورة الثانية عشرة من الندوة الدولية حول السياسات (World Policy Conference) التي افتتحت اليوم السبت بمراكش بحضور مشاركين من مختلف دول العالم. وتحدث الخطاب، الذي ألقته في الجلسة الافتتاحية هيلين لوغال، السفيرة الفرنسية المعينة مؤخراً في الرباط، عن التحديات التي تواجه العالم اليوم، وعن علاقات فرنسا مع المغرب. واستعار فيليب مقولة الملك الراحل الحسن الثاني "السياسة تشبه إلى حد ما الطقس، ونحن نتقدم في طقس صاف أو طقس غائم، يتعين علينا في كل مرة اختراق غيوم المستقبل"، لبدء خطابه. وأضاف فيليب أن النسخة 12 من "World Policy Conference" تأتي في وقت كثرت فيه الغيوم التي تخيم على مستقبلنا. وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن البحر الأبيض المتوسط لا يفرق بل يقرب، ليس فقط نظرا للعوامل الجغرافية والتاريخية، بل لأن الضفتين تواجهان تحديات متشابهة. من بين هذه التحديات، ذكر فيليب، محاربة التغير المناخي الذي يؤثر أكثر على المناطق الساحلية، وضبط تدفقات الهجرة، وتشجيع نسب نمو أكثر شمولاً. وأكد الوزير الأول الفرنسي، في خطابه، أن المغرب يلعب دوراً رئيسياً للمساعدة على مواجهة هذه التحديات بشكل جماعي. وأورد المسؤول الفرنسي عدداً من التحديات التي تواجه العالم، من بينها الأزمات التي تهدد استقرار كوكبنا، وشدد على ضرورة معالجتها بدعم الحلول السياسية. من أبرز هذه التحديات، حسب فيليب، نجد أزمة إيران، التي قال بخصوصها إن "أهدافنا تسعى إلى عدم امتلاك إيران لسلاح نووي أبداً، مع الحفاظ على السلام في المنطقة". وعلاقة بالتغير المناخي، تحدث فيليب عن ضرورة تنفيذ عاجل لالتزامات اتفاق باريس، وأن تأخذ مختلف الأجندات الدبلوماسية والتجارية بعين الاعتبار التحديات البيئية. التحدي الثالث في نظر فيليب يتعلق بالتنمية المستدامة، حيث إن العالم على بُعد 11 سنة من تاريخ تنفيذ أجندة 2030، لكنه أكد أن الأمر يتطلب أيضاً جعل نماذجنا التنموية في خدمة خفض الفوارق، خصوصاً بين الرجال والنساء. أما التحدي الرابع، يورد الخطاب، فيتمثل في بناء عولمة منفتحة بشكل معقول، وأن تكون مفيدة للجميع بشكل منصف أكثر من اليوم. وأثنى المسؤول الفرنسي على الشراكة بين المغرب وفرنسا، وقال إنها مثالية وتمس مختلف الأبعاد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى الأمن والسلام والبحث والابتكار والثقافة والشباب. وأورد فيليب أن هذه الشراكة يرافقها حوار مستمر ومثمر حول مختلف القضايا وباستحضار الانفتاح على إفريقيا، واعتبر أن ذلك مثالا على محاولة حقيقية لبناء عولمة متوازنة ومفيدة للجميع. يذكر أن النسخة الحالية من "World Policy Conference" تستمر لثلاثة أيام في مدينة مراكش، بحضور عدد من المسؤولين والخبراء من دول أجنبية، وخصوصاً من إفريقيا، وتناقش عدداً من القضايا الراهنة دولياً. وينظم هذا الحدث للمرة الخامسة في المغرب من طرف "Fondation WPC"، وهي منظمة سويسرية لها صفة المنفعة العامة، ومقرها في جنيف.