في العاشرة والنصف من صباح يوم الاثنين، الذي صادف الثامن من أكتوبر عام 1990، حاولت مجموعة من المتطرفين الإسرائيليين، من جماعة تعرف بجماعة "أمناء جبل الهيكل"، وضع حجر الأساس للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى المبارك. وكان هناك أربعة آلاف مصلٍّ فلسطيني وقتها في المسجد، فوقع الاشتباك بينهم وبين المتطرفين الذين قادهم غرشون سلمون. ولأن كفة الاشتباك مالت منذ البداية للمصلين الفلسطينيين، فقد تدخل جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدون في ساحات المسجد الأقصى، وأخذوا يطلقون النار بشكل عشوائي. وخلال أقل من ساعة، استشهد 21 فلسطينيا، وأصيب 150 آخرون، وتم اعتقال 270 شخصا. وعرفت هذه الحادثة بمجزرة الأقصى الأولى، لتمييزها عن المذبحة التي وقعت على أيدي قوات الاحتلال في الأقصى عام 1996، والتي عرفت بمجزرة الأقصى الثانية. جماعة "أمناء جبل الهيكل" وزعت بيانا قبل المجزرة بأيام، بمناسبة احتفالها بعيد العرش، وقالت إنها تعتزم تنظيم مسيرة إلى جبل الهيكل "هذا الاسم الذي يطلقونه على الأقصى". وجاء في البيان أن الجماعة ستضع حجر الأساس للهيكل الثالث. ووصف غرشون سلمون الوجود الإسلامي في الأقصى ب"الاحتلال العربي الإسلامي لمنطقة المعبد". وفكرة الهيكل الثالث تأتي من قناعة يهودية ميثولوجية بأن الهيكل موجود تحت المسجد الأقصى، وقد تم تدمير الهيكل مرتين خلال التاريخ، لذلك فإنهم يقولون إن هذا الهيكل هو الثالث. قبل المجزرة بنصف ساعة، وضعت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية على كل الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، لكن المصلين كانوا قد تجمعوا في المسجد قبل ذلك التوقيت بساعات. كان الجيش الإسرائيلي جاهزا، وبمجرد بدء الاشتباكات، بدأ بإطلاق النار من أسلحة أوتوماتيكية، وكذلك إطلاق قنابل الغاز السام، فيما كانت طائرات الهليكوبتر العسكرية تحوم فوق المكان، واستمر إطلاق النار من قبل الجيش والمستوطنين لمدة 35 دقيقة كاملة.