طالب عدد من منتخبي جماعة الدارالبيضاء بفتح تحقيق في الوضعية الكارثية التي تعرفها مؤسسة دار الخير تيط مليل، والتي عرفت في الآونة الأخيرة غليانا كبيرا وتسجيل وفاة أحد النزلاء بعد مضاعفات بسبب داء السكري. واعتبر منتخبو الدارالبيضاء أن منح الجماعة لهذه المؤسسة مبلغا يفوق 500 مليون سنتيم سنويا من ميزانية العاصمة الاقتصادية يستوجب معه فتح تحقيق في وضعيتها ومعاقبة كل من ثبت تورطه، خصوصا أن النزلاء يعيشون وضعا كارثيا. وشدد عدد من الأعضاء، خلال انعقاد دورة أكتوبر العادية يوم أمس الخميس، على أن الانتقال من مرحلة تدبير إلى مرحلة أخرى يستوجب معه فتح تحقيق في الاختلالات والطريقة التي تمت بها المراحل السابقة وكيفية صرف المبالغ المالية وغيرها. واعتبر فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس العاصمة الاقتصادية أنه "من غير المنطقي والمقبول ألا يتم افتحاص ومعاقبة المختلسين، ولا بد من معاقبة كل من سولت له نفسه المس بمال هذه الفئة الهشة اجتماعيا، خصوصا أن دار الخير تيط مليل لم يسبق محاسبة المسؤولين عنها". وبدوره، دخل حزب العدالة والتنمية على الخط؛ فقد أشار، عبر البرلماني عبد المجيد آيت عديلة، إلى أن المؤسسة الاجتماعية التي يعيش بها عدد من المعوزين والمسنين والمرضى وغيرهم شهدت اختلاسات وضعفا في التسيير، ما يطرح العديد من الاستفسارات حول الحكامة، بحسبه. وطالب الفريق الدستوري، عبر رئيسه رشيد بوحوص، ب"ربط المسؤولية بالمحاسبة، وما جرى في دار الخير تيط مليل هو بمثابة ناقوس خطر يستوجب معه مراقبة باقي المؤسسات الاجتماعية بالمملكة". أما حزب الأصالة والمعاصرة، فقد شدد، على لسان رئيس فريقه كريم الكلايبي، على أن ما تعيشه هذه المؤسسة من وضع اجتماعي صعب يتوجب معه على الجهات المعنية أن تكف عن جمع مختلف المرضى والمعطوبين والمرضى النفسيين إلى جانب المتخلى عنهم والكبار في السن، داعيا في هذا الصدد إلى تفريقهم ونقل المرضى إلى المستشفيات بدل تركهم يعانون في صمت بالمركز. واعتبر عبد العزيز العماري، عمدة الدارالبيضاء، أن الجماعة تقوم بجهد كبير فيما يتعلق بالمركز الخيري؛ غير أنه أيد الأعضاء حين تحدث على أن "حكامة تدبير هذا المرفق عرفت اختلالات، الشيء الذي عرف انتداب مفوض قضائي رغم الملاحظات التي سجلت عليه". ولفت العمدة في هذا الصدد إلى أن الفئات الهشة اجتماعيا يجب العناية بها، مشيرا إلى أن "بدء صفحة جديدة لا يعني غض طرف العين عما وقع، وهناك أجهزة المراقبة تقوم بدورها وتراقب ذلك".